المهاره أم الموهبه

ياسر جلال زاهر

 

بعكس المهارة التي تكون ظاهرة ولا تحتاج إلاّ إلى التطوير والتمرين المستمر لتتطوّر. التمرين والتدريب يسهم بشكل ضئيل في تطوير الموهبة إلاّ أنه مع ذلك عنصر أساسي لاكتساب المهارة وتنميتها. اقرأ أيضًا: الفرق بين القيادة والإدارة: أيّهما أفضل؟ اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن خرائط العقل والتفكير وفوائدها وكيفية رسمها اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التفكير الإبداعي ؟ كيف تطوّر المهارة؟ كما سبق أن ذكرنا، يمكن لأي شخص اكتساب مهارة في أي مجال يريده من خلال التمرين والتدريب المستمر، ولكنك قد تساءل نفسك: كيف أفعل ذلك؟ كيف أطوّر مهاراتي الحالية أو أكتسب مهارات جديدة؟ إليك فيما يلي مجموعة من النصائح التي يمكنك اتباعها لفعل ذلك: 1- اعثر على دافع عاطفي قوي لتعلّم أو تطوير هذه المهارة: قبل أن تبدأ بتعلّم مهارة جديدة، ابدأ دومًا بسؤال نفسك: “لماذا؟”. لأنك عندما تجيب عن هذا السؤال ويكون لديك سبب قوي للتعلّم (الدافع العاطفي لتحسين نفسك)، في هذه الحالة فقط ستتمكن من التغلب على جميع العقبات التي ستواجهك أثناء مسيرة التعلم. كمثال على ذلك، لنفترض أنّك ترغب باكتساب مهارات القيادة، لو سألت نفسك عن السبب الذي يدفعك لاكتساب هذه المهارة، قد يكون الجواب: “لأنها ستضمن لي الحصول على منصب أفضل في عملي؟” أو: “لأنها تتيح لي امتلاك شركتي الخاصة؟” وهكذا. 2- ضع جدولاً زمنيًا والتزم به: لا يمكن للمهارة أن تُكتسب أو تتطوّر من دون التمرين والتدريب المستمرين، لذا لابدّ أن تضع جدولاً زمنيًا للتعلّم وتلتزم به التزامًا تامًّا حتى تحصل على النتائج التي ترغب فيها. يمكنك البدء مثلاً بتحدّي الثلاثين يومًا، حيث تتدرّب على المهارة التي تريدها مدّة ساعة يوميًا لشهر كامل دون انقطاع. ستدهشك النتائج التي ستحصل عليها في نهاية الشهر! 3- لا تجعل الموهبة عذرًا صحيح أنّ الموهبة قد تسهم في جعلك تكتسب مهارة ما بسرعة أكبر، لكن لا تجعلها عذرًا للتخاذل والتراجع عن التعلم، كأن تقول: “أنا لستُ موهوبًا في الكتابة، لذا لن أتمكن أبدًا من اكتساب مهارة كتابة التقارير أو المقالات.” ضع في حسبانك دائمًا أن الموهبة تقلّل الوقت والجهد لاكتساب المهارة وليس السبب الرئيس وراء امتلاكها. 4- حدّد ما تريد أن تبرع فيه واتخذ الخطوات الصحيحة للبدء قبل البدء بالتعلّم حدّد بالضبط ما تريده، ولا تباشر بتعلّم أكثر من مهارة في الوقت ذاته، بل ركّز على مهارة واحدة فقط، تعلّمها جيدًا ثمّ انتقل إلى المهارة التي تليها وهكذا. ليس هذا وحسب، فقبل البدء بتعلّم أيّ مهارة جديدة ستجد العديد من المصادر ذات العلاقة، سواءً كانت كتبًا أو دورات عبر الانترنت أو غيرها، وفي خضمّ هذا الكمّ الهائل من المعلومات قد ينتهي بك المطاف دون أن تتعلّم شيئًا، لأنك لا تعلم من أين تبدأ. نصيحتنا لك هي أن تقوم بتجزئة هذه المهارة إلى أقسام صغيرة محدّدة ومفصّلة لتتمكّن من معرفة ما تريده بالضبط. مثلاً، بدلاً من القول أنّك تريد اكتساب مهارة التسويق، حدّد هدفك أكثر، وقرّر أيّ مهارات التسويق التي ترغب بها، إذ هناك التسويق الإلكتروني، والتسويق عبر الهاتف والتسويق المباشر وغيرها. ثمّ ابحث عن المعلومات المتعلقة بهذه الجزئية، وابدأ بتعلّمها حتى تتقنها ثمّ انتقل إلى جزئية أخرى وهكذا. 5- أحط نفسك ببيئة تعلّم مناسبة لن تتمكّن من الاستمرار في تعلّم مهارة معيّنة إذا كانت بيئتك المحيطة تحبطك على الدوام. لذا لابدّ لك من أن تحيط نفسك دومًا بالأشخاص الداعمين الذين يشجّعونك على المضي قدمًا نحو هدفك. ليس هذا وحسب، فالعادات السيئة غير الصحية قد تشكّل عائقًا أمام نجاحك أيضًا، لذا احرص على استبدالها بعادات صحية تعزّز تركيزك وطاقاتك لتستثمرها في التعلّم والتمرّن على المهارة الجديدة. كيف تطوّر الموهبة؟ نظرًا لأن الموهبة أمر فطري وهبة إلهية، فهي لا تحتاج إلى ذات الجهد والوقت للتطور كما هو الحال مع المهارة، وتكون تنمية الموهبة في الغالب عملية أكثر إمتاعًا من تعلّم المهارة الجديدة. فما هي يا ترى الطرق التي قد تسهم في تطوير موهبتك؟ 1- غذّي شغفك يعتبر الشغف وقودًا للموهبة، فكلّما غذيته نمت موهبتك وازدهرت. هناك دومًا أمور تستمتع برؤيتها أو الاستماع لها أو تجربتها، وهذه الأمور هي التي تشكّل شغفك. هل تحب الكتب؟ الأفلام؟ الموسيقى والفنون أم الرياضة والهواء الطلق؟ اسأل نفسك عمّا تستمتع به، ثمّ أحط نفسك به، واستثمر فيه، فشغفك هو أفضل ما يمكن أن تنفق نقودك عليه لأنك في هذه الحالة تستثمر في نفسك وفي نجاحك المستقبلي. 2- شارك شغفك مع الآخرين عندما تمارس شغفك، ستشعر بالسعادة، وعندما تتشاركه مع الآخرين ستشعر بسعادة مضاعفة وبالإنجاز، الأمر الذي سيعزّز موهبتك ويدفعك إلى تحسينها وتطويرها أكثر. لا شكّ أنّ أفضل طريقة لتشارك الشغف هي مع أشخاص يمتلكون اهتمامات متماثلة، لأنك بهذه الطريقة ستتعرّف على مصادر جديدة للتعلم، وطرق جديدة للتعبير عن شغفك، بالإضافة إلى الانفتاح على فرص جديدة لتوسيع هذا الشغف وبالتالي تنمية موهبتك. 3- اشحذ قدراتك وطوّرها ونقصد هنا القدرات التي تستخدمها في الغالب لمشاركة شغفك والتعبير عن موهبتك. حيث أنّ تطوير هذه القدرات والمهارات سيعمل بدوره على تعزيز موهبتك. ولتتضح لك الصورة أكثر، إليك هذا المثال. لنفترض أنّك تستمتع بالاطلاع على تجارب الآخرين الملهمة أو بتخيّل قصص وأحداث تساعد الآخرين على التخلص من الإحباط والتفاؤل بالحياة. هذا هو شغفك وموهبتك الإبداعية، وحتى تشاركه مع الآخرين، اخترت الكتابة. هنا لابدّ لك من تطوير هذه المهارة من خلال بناء قاعدة مفردات ثرية ولغة سليمة تمكّنك من إيصال أفكارك للآخرين على الوجه الصحيح. ممّا سبق، نلاحظ أنّ كلاّ من الموهبة والمهارة أمران مختلفان، وقد يعتقد البعض أن الموهبة وحدها كافية للنجاح، أو أنّ المهارة وحدها ستحقق لهم طموحاتهم، لكن ذلك ليس صحيحًا تمامًا… نعم قد تحقق لك المهارة وحدها أو الموهبة وحدها نجاحًا يفرحك، لكنّ إن جمعت بينهما فستحقق طموحات ونجاحات أعظم. ابدأ الآن باستكشاف موهبتك ونمّها، وطوّر مهاراتك التي يمكنها أن تعمل يدًا بيد مع هذه الموهبة لتحققّ بذلك طموحات عظيمة وتصل إلى أهدافك التي تتمناها. اقرأ أيضًا: ما هي الكتابة التقنية و الكتابة الابداعية و كتابة المحتوى و ما هي متطلبات كلٍ منها؟ اقرأ أيضًا: لا تسمح لأحد أن يخبرك بأنك لا تستطيع اقرأ أيضًا:ما هي منطقة الراحة وكيف تخرج منها
ان الموهبه شئ اختصك به الله ولا يشارك فيه احد
اما المهاره فهي عامة يمكن للكثيرين ان يمتلكوها ويتشابهوا في ادائها
الموهبه شرط من شرط التفوق اما المهارة شرط من شروط الاتقان

زر الذهاب إلى الأعلى