تحديات الثورة الصناعية الرابعة وتطلعات المجتمع المدني والمالي في الجمهورية الجديدة
د.عمرو حلمي
تحت رعاية وزارات الإنتاج الحربي والبيئة والتعليم العالي نظم المنتدى الإستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعي بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية مؤتمره الدولي السادس ، تحت عنوان : «تحديات زمن الثورة الصناعية الرابعة وتطلعات المجتمع المدني والمالي في الجمهورية الجديدة» –
تحت شعار تحجيم الأزمات – وتحقيق التوازنات ، وذلك يومي ٢٦ – ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٢م بأحد الفنادق الكبرى
افتتح الجلسة الإعلامي / عمرو توفيق – الذي قال : إنه بعد توالي الأزمات والتحديات التي خاضتها البلاد فتحية لرئيس مصر الذي يبني الجمهورية وإلى المواطن الذي يعلو بالبنيان من أجل بلدنا العظيم مصر.
حيث خلص إلى عرض أبرز نشاطات الدولة في دعم منظمات المجتمع المدني وتوجهات الدولة نحوه.
بداية أكد د.عمرو عزت سلامة – وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق والرئيس الشرفي للمؤتمر على أن العالم يعيش الآن عصر الثورات الصناعية الرابعة التي تعتمد على الذكاء الصناعي وتكنولوجيا النانو.
كما تحدث أ.د. علاء رزق – رئيس المؤتمر قائلا : إن المؤتمر يناقش تحديات الثورة الصناعية وعام ٢٠٢٢ هو عام المجتمع المدني طبقا لتصريحات السيد الرئيس، كأزمة التضخم والطاقة، الأمن الغذائي وأزمة المناخ وهي أزمات تواجه العالم بأسره حيث إننا في حاجة إلى تغيير السياسات الاقتصادية العالمية ناهيك عن عدم إغفال الجوانب المناخية في العالم وتقوية أعمدة العدالة الاجتماعية وغيرها من توصيات والعلاجات القابلة للتنفيذ مستقبلا.
كما تحدث د. أشرف الشيحي – وزير التعليم العالي الأسبق , قائلاً : أمثل الجامعة الصينية بصفتي رئيساً لها اتخذت الثورة الصناعية الثالثة منحا آخر في عالم الاتصالات والمعلومات ، أنا لفترات عمري كله كنت محتكا بالشباب الحقيقة إنهم يحملون قلقاً كبيراً في إيجاد فرص عمل دخلت المهارات كمتطلب رئيس في ميدان العمل ، و بدأ الناس في تغيير مسارهم كارير شيفت.
كما أضاف : أنا سعيد بأن المؤتمر يناقش هذه التحديات ويحاول إيجاد حلول لها.
كما أكد على أن أهمية المؤتمر تأتى لمناقشة تداعيات الثورة الصناعية الرابعة وتأثيراتها المختلفة على مجمل الأوضاع الاقتصادية ، وما يتطلبه ذلك من إدارة المعرفة ، والاهتمام بالتحول الرقمي والتنمية ، واستخدام التكنولوجيا في الجمهورية الجديدة، في ظل تنامي وتسارع المتغيرات الإقليمية والدولية مع الوقوف على آخر المستجدات والتحديات المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة وخاصة الاقتصادية والبيئية.
كما تحدث أ.د عبادة سرحان – عضو الأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية نيابة عن د.عمرو عزت سلامة – أمين عام اتحاد الجامعات العربية , فقال : إن تقدم الأمم ورقيها ونماءها أصبح يعتمد باستمرار على مدى تقدمها العلمي والتكنولوجي ومدى قدرتها على مواكبة التطورات المتسارعة على الصعيد المعرفي والتكنولوجي والمعلوماتي ، ويأتي التعليم العالي والبحث العلمي في مقدمة مقومات هذا التقدم.
وأضاف : لقد أصبحت تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد الحديث, أو ما يسمى بالاقتصاد الرقمي ، و تمثل معيارا أساسيا لقياس تقدم الدول.
وتابع : إن العالم يعيش الآن عصري الثورات الصناعية الرابعة والخامسة التي تعتمد على الذكاء الصناعي وتكنولوجيا النانو ، وتحليل البيانات الضخمة حيث ستختفي حوالي ٥٠% من الوظائف التقليدية في العالم بحلول عام 2030، لتظهر محلها وظائف وفرص عمل جديدة للشباب تعتمد على المعلوماتية والإبداع والابتكار وريادة الأعمال بنسبة ٥٠% ، وسوف يتعاظم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ودور الروبوت في جميع مناحي الحياة ، وليس خافيا أن أغلب الاقتصادات العربية تعاني من معدلات بطالة عالية ، خاصة في فئة الشباب، حيث تبلغ نسبة البطالة إلى ما يقارب ٢٨% من مجمل خريجي الجامعات العربية، إذ يقدر أن عدد الوظائف التي تحتاج الدول العربية لإيجادها يتجاوز ستين مليونا خلال العقود الثلاث القادمة.
كما أشار إلى أن الاقتصاد الرقمي يعزز النمو الاقتصادي للدول بما لا يقل عن أربعة أضعاف مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى، حيث وصل معدل الاقتصاد الرقمي حوالي ٢٤% من حجم الناتج المحلي الإجمالي العالمي والذي يقدر بحوالي ١٠٠ تريليون دولار أمريكي، ويقدر حجم الاقتصاد الصيني حوالي ٩ تريليون دولار و يقدر معدل الاقتصاد الرقمي بحوالي ٣٥% منها , بينما يقدر حجم الاقتصاد العربي بحوالي ٣,٨ تريليون دولار ويقدر معدل الاقتصاد الرقمي بحوالي ٤% منها , وهي نسبة متواضعة جداً، ولهذا يجب على الدول العربية التحول نحو الاقتصاد الرقمي المستدام والآمن.
كما أفاد أن الجمهورية الجديدة التي دعا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تشييدها ، هي أكثر بكثير من التطوير العمراني ، وتحديث البنية التحتية ، وبناء شبكات غير مسبوقة من الطرق والمواصلات ، وغير ذلك.
فهي مشروع قومي لإعادة بناء الدولة المصرية على أسس جديدة تعتمد علي توفير حياة كريمة للإنسان المصري من خلال تأهيله لعصر الثورة الصناعة الرابعة ليواكب متطلبات رؤية مصر٢٠٣٠ للتنمية الشاملة المستدامة وليساهم بالعمل في مشروعات التنمية القومية كنظم التعليم الإلكتروني التفاعلي وبناء وتشغيل محطات توليد الطاقة الجديدة والمتجددة.
كما أكد على أن الجمهورية الجديدة التي دعى إليها الرئيس تعتمد على أسس أقوى من الأسس العمرانية.
كما تحدث اللواء / أبو يكر السحيلي – مدير مركز التميز العلمي والتكنولوجي بوزارة الإنتاج الحربي , نيابة عن اللواء /محمد صلاح – وزير الدولة للإنتاج الحربي , فقال : لا يقتصر دور وزارة الإنتاج الحربي إلى تسليح الشرطة والجيش فقط بل يسعى إلى تحقيق جوانب تنموية بعيدة المدى.
وأضاف أن الوزارة قامت مؤخراً بإطلاق مبادرة رقمنة الصناعة للشباب التفاعل المكن مع كافة الأعمال وتوقع أعطال المكن وتنفيذ مبادرات أخرى لتعزيز الصناعة المصرية بأيادي وعقول مصرية.
بينما قال د.هاني محمود – وزير الاتصالات الأسبق ومستشار رئيس الوزراء : إن التطور الهائل في وسائل الاتصالات سبب فجوة كبيرة بين الأجيال وإن الإنسان الذي لا يتطور لا يمكنه أن يحقق ما يصبو إليه في ظل الثورة الرقمية والتكنولوجية الموجودة.
بينما أكدت الكاتبة الصحفية الدكتورة / سامية أبو النصر – مقرر عام المؤتمر على أن مؤتمرنا اليوم يأتي في أعقاب قمة المناخ في ظل عالم مليء بالأحداث تحقق مصر مكانة عظيمة وفريدة من نوعها ترتقي بها في الأوساط السياسية العالمية حيث انطلقت الثورة الصناعية في الأول من القرن الـ ١٨ وجاء الثانية في نهاية القرن الـ ١٩ أما الثالثة قد بدأت في هذا القرن مع البداية الجديدة انطلقت الثورة الصناعية الرابعة أطلق عليها الثورة الرقمية وتضمنت الذكاء الاصطناعي والانترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة وروبوتات و الحوسبة السحابية وتنافس بين الناس والآلة التي أصبحت منذ عام٢٠٢٠.
وتابعت : وأتمنى أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات هامة لتقديمها للدولة المصرية في جميع المجالات ، فنحن جاهزون تماماً للتعاطي مع مخرجات المؤتمر بما تستدعيه من قرارات يتم توصيلها للجهات التنفيذية بما حقق النفع العام لبلدنا الحبيبة مصر ، وبما يحقق أهداف التنمية المستدامة استراتيجية ٢٠٣٠.
كما تحدث د. محمد إسماعيل – عميد معهد راية العالي للإدارة والتجارة الخارجية بدمياط الجديدة , فقال : نحن أول معهد في ظل كورونا يصدق على الامتحان عبر المنصة الرقمية وكذلك التصحيح الالكتروني ومنصات التعليم التي تساعد الطلبة على استيعاب كل البرامج الجديدة ، كما أن استخدام التطبيقات الحديثة التكنولوجية تساعد فى اكتساب الشباب مهارات عديدة.
وقال اللواء / أحمد عبد الله – محافظ البحر الأحمر السابق : أحي الرئيس على تبنيه لمبادرة حياة كريمة لوعيه بأن المواطن في الريف يعاني من تردي الخدمات حياة كريمة هى فرصة للمجتمع المدني في النهوض والارتقاء بالدولة , نعلم نقص سلاسل الإمداد و الغذاء.
كما أكد على أن مصر تعتمد على الاستيراد بشكل كبير ، كما تهدف المبادرة إلى الحفاظ على صحة المواطن في نظافة المياه.
وتابع : إن تبطين الترع أدى إلى الحفاظ على الثروة المائية وحمايتها من التلوث ، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية من المبادرة ستبدأ في يناير القادم.
بينما أشار اللواء / أبو بكر الجندي – وزير التنمية المحلية الأسبق إلى أننا سنكون جزءا من الثورة الرابعة والخامسة , وقال : عندما سافرت وأنا ضابط صغير مررت بالكثير من الفرص والتطوير والثقة التامة بالنفس نتيجة لتعاملي مع المجتمع الغربي واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
يذكر أن المؤتمر شهد حضوراً جماهيريا مكثفا خلال جلساته :
حيث ناقشت الجلسة الأولي : التضخم بين السياسات التشددية والتيسيرية , والتي أدراها د.عبادة سرحان ، وناقشت تأثير الطاقة علي مستقبل التنمية في مصر والعالم ، وتحقيق أمن مصر الغذائي في ظل الأزمات العالمية وتصاعد حالة عدم اليقين، وقضايا المناخ وجهود التكيف مع أثار التغيرات المناخية في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
بينما تناولت الجلسة الثانية : تطلعات المجتمع المدني وسبل تحقيقه للتنمية المستدامة والتي أدراتها د.منى زكى ، وتحدثت عن دور المجتمع المدني ودور صندوق عطاء لدعم ذوى الاحتياجات الخاصة , وأن دور المجتمع حيوي وهام من أجل تحقيق التنمية المجتمعية وبحضور المستشار عدلي حسين – محافظ القليوبية الأسبق ، ومنال سرى – رئيسة جمعية إبداع الفن والسلام بدول البحر المتوسط.
كما شاركت عبير عصام – رئيسة المجلس العربي لسيدات الأعمال.
أما الجلسة الثالثة : فتناولت جهود المؤسسات المالية للتحول إلى مجتمع لا نقدي ، وارتباط الثورة الرقمية بالاقتصاد الأخضر , وسبل تحقيق أمن وحوكمة المعلومات لتعزيز التنمية المستدامة ، وأدراتها د.عزة هيكل – أستاذ الإعلام بالأكاديمية العربية ، وأشارت إلى الثورة التكنولوجية في مجال الإعلام والتحول للإعلام الرقمي وكذلك أن الثقافة هي مكون جغرافي تاريخي ولغوى ونظام سياسي واقتصادي وتعليمي يفرز لمخرجات الأخلاقيات حيث أصبح لدينا ثورة تكنولوجية تقودها وسائل التواصل وهذا يشكل خطورة كبيرة على أبنائنا.
كما أشارت إلى أهمية الإعلام الرقمي ودوره التوعوي في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتحديات العولماتية.
وختاما :
اختتم المؤتمر فعاليات اليوم الأول بالتأكيد علي دور المرأة المصرية في صناعة التنمية والتطوير وفق رؤية مصر ٢٠٣٠.
حيث جاءت الجلسة الرابعة بعنوان :”التوزانات الاجتماعية والتوجه نحو حياة كريمة للمواطن المصرى” , وأدراتها السفيرة / ميرفت التلاوي – وزيرة التضامن الأسبق وتناولت الريادة الاجتماعية بين التحديات والفرص.
كما طالبت المرأة بأن تقتحم عالم التكنولوجيا ولا تتخلف في هذه الصناعة لأنها المستقبل , وكل من المرأة والرجل مظلمان في مجتمعنا والمشكلة في ثقافتنا فلا يوجد قانون نعمله للرجل على حساب المرأة وأن تراعى كل القوانين هذا.
وأشارت إلى أن المرأة أخذت تشريعات كثيرة ولكن المشكلة في التنفيذ والتطبيق لأن الثقافة المجتمعية لا نضيع فرصة الإرادة السياسية الكبيرة أن تجعل العادات والعرف المتوارث لابد أن ننحى كل هذا جانبا.
كما أكدت على أهمية دور المجتمع المدني الهادف والداعم لتوجهات الدولة بعيداً عن الحسابات والمصالح الشخصية.