د.غاده جمال..تكتب..اللهو الخفى وراء الإضطرابات النفسيه !!!
استشارى نفسى ،معالج زواجى وتعديل سلوك
يصاب الكثير بحاله من الإستياء وعدم الراحه والقلق والتوتر وسرعة الغضب والحنق ، فتكثر المشكلات الإجتماعيه حولنا من علاقات فالعمل وعلاقات أسريه وعلاقة الصحاب ..الخ الخ
وتجد كلن يستشاط غضبا على الأخر فيترك هذا عمله فى لحظة غضب وتترك الزوجه بيتها وتطلب الطلاق وهذا يصاب بلأكتئاب وذاك بالعزله ومشاعر الضيق والإنسحاب الإجتماعى وغيرو وغيرو فترى ما السر وراء كل هذه الشحنات من الغضب والتوتر ؟!!!
كثيرا منا وبطبيعة الحياه يصادف بحياته مشكلات متنوعه قد نجد منها الكبيره او مشكلات صغيره ولكن يساء التعامل مع هذه المشكلات فلانتروى او ننظر لها بعين التمهل والمثابره والمحاوله مرات عديده ،فلأصلح عندما نواجه مشكله ما ان نخرج خارج دائرتنا وننظر لها من الخارج وكأنها مشكلة فرد أخر ونبدأ فى وضع الحلول والخطط لكيفية المرور من هذا المأزق وان اخفقنا فى حل نجرب الأخر بسلاسه ورضا وطيب خاطر مع الدعاء واليقين بالله سبحانه إننا فى محنه وسنتخطاها بأمر الله ولعله اختبار والله يختبر صبرنا وحسن تدبرنا وحتى إن طالت مدة المشكله او أصبحنا بواقع حال لا نحبه او كنا نتمناه ولكنه وقع فى ارادة الله الذى يسير لنا الحياة بمافيه لناخير حتى وان بدا الأمر فى ظاهره غير ذلك فبواطن الأمر خير وليس إلا ولكن لمن يعى …
فنجد من الوجه الاخر من يقابل مشكلاته بكثير من الحنق والغضب والتهويل وكأن الحياة توقفت إنهارت بكل شئ ويجلس ضعيفا فوق حطامها ينعى حاله ويصاب بالقلق والتوتر والإحباط ومشاعر اليأس والقنوط من رحمة الله ومن ثم يسقط غضبه وحنقه على من حوله ويختار الطريق الأسهل وهو الهروب فنجد موظف فى مواجهته مشكله ما ظن انه ضعيف أمامها وجلد ذاته ومن حوله فأسقط غضبه على مديره ومن ثم ترك العمل!!!
وها هى زوجه او زوج وقفو مكبولين الأيدى امام مشكله ما تواجههم دون النقاش مرار بها ومحاولات عده فى الإصلاح حفاظا على رباطة جأشهم وكيان أسرتهم فبدلا من ذلك يتخلى الزوج عن البيت هربا من المسؤليه وحل المشكله او تطالب الزوجه بالطلاق بغلاظة عقل وقلب منهما راميين بعرض الحائط التمهل والتروى والتوكل على الله والإنحناء حتى تمر العاصفه وأنها قدر من أقدار الله يجب الرضا والصبر والمثابره حتى تستقر الأمور ..
ثم يصاب معظم افراد المجتمع بلإضطرابات النفسيه نتيجة كل تلك النهايات والأحداث اللتى يحددونها بأيديهم واستصعابهم للأمور وعدم تيسيرها فنجد المكتئب والقلقان والمتوتر والإنسحابي من التجمعات الاجتماعيه ،لأن هؤلاء تملؤهم مشاعر سلبيه محبطه وشعور دائم بالضياع والإستياء والإستسلام لفكرة ان لا حل لأى مشكله تقابلهماو التسليم بقضاء الله وقدره والتوكل عليه حق التوكل والتمهل فى السيطره على زمام الأمور ،فإذن راحتنا النفسيه بأيدينا فالرضا كل الرضا والتأهب لأقدار الله جميعها وحتى وإن بدت معقده او سلبيه ففى باطنها كل اليسر والإيجابيه والخير كله ولكن يجب أن نستخدم عقولنا اللتى ميزنا الله بها ونثق تماما فى قوله تعالى (إن مع العسر يسرا)
فقبول الواقع كما هو وحل مشكلاتنا بتروى وحياديه والمحاوله مره وعشره هى أسلم الطرق لإزالة العوائق من طريقنا وسلامة نفوسنا والقضاء بأيدينا على اللهو الخفى وراء إضطرابتنا النفسيه ….