د.محمود الشافعي يكتب … السياحة غذاء للعقل
لقد عرفت السياحة منذ خلق الله الأرض تنقل الإنسان من مكان إلى مكان واكتسب بذلك المعرفة والتعرف على ثقافة الدول والهندسة المعمارية والطبيعة الجغرافية وأيضا اكتشاف الدول ومواردها ،كما جاء اكتشاف امريكا عام 1492 أثناء رحلة “كريستوفر كولومبوس” واستفاد العالم من المعلومات التى حصل عليها من هؤلاء
المستكشفون ،تغير مفهموم السياحة تدريجياً عبر العصور حتى أصبحت السياحة ليست كما كانت فى الماضي. السياحة تغذي العقل بالمعلومات والأبحاث والتجارب واكتشاف الموارد والتعرف على الطبيعة الجغرافية التى ساهمت فى السياحة العلاجية والاستشفاء جاء من خلال استكشاف رمال مليئه بالمعادن والآبار والعيون والمياة الكبريتية وخصوصا فى جمهورية مصر العربية التي تملك بالفعل هذه الموارد والطبيعة والآثار، تعد السياحة الثقافية والأثرية من أهم وأقدم أنواع السياحة فى مصر إذ أن مصر بها العديد من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والمتاحف ، وقد نشأت السياحة الثقافية منذ اكتشاف الآثار المصرية القديمة وفك رموز الحروف الهيروغليفية وحتى الآن لا تنقطع بعثات الآثار والرحالة السائحين ومؤلفى الكتب السياحية عن مصر وقد صدرت مئات الكتب بلغات مختلفة وكانت وسيلة لجذب السياح من كل أنحاء العالم لمشاهدة مصر وآثارها وحضاراتها القديمة من خلال متاحفها القومية والفنية والأثرية ، الأهرامات وأبو الهول وما لهم من أسرار فى علم التحنيط والنظريات الهندسية والقطع الأثرية والتماثيل ترمز لحياة المصريين القدماء.
السياحة البيئية ونذكر منها مباني سيوه البيئية والتي تم بناءها من الكرشيف من الطين والملح تكتشف في رحلتك علم وثقافة لهذه الأماكن المليئة بالعلم والأسرار والتراث الشعبي والمناطق الثقافية والمتاحف
إن دمج الثقافة مع السياحة لها العديد من الآثار الإيجابية على الصعيدين الإقليمي والمحلي مثل تعزيز نمو الاقتصاد المحلي خلق فرص عمل جديدة، نتيجةً لتوفر وظائف موسمية جديدة، التأثير إيجابياً على القطاع الاجتماعي، والعمل على تعزيز الهوية الاجتماعية، وزيادة التماسك الاجتماعي في المجتمع.
تعتبر السياحة الثقافية وسيلة تعليمية، المساهمة في إضافة الطابع الاقتصادي على المعالم الثقافية.
السياحة الروحانية كيف تغذي عقلك ثقافيا وعلميا ومنها مسار العائلة المقدسة بالقاهرة بدءا من كنيسة أبو سرجة بمجمع الأديان، وكنيسة العذراء بالمعادى، وكنيسة وادى النطرون، وكنيسة جبل الطير بالمنيا ، ودير المحروق بأسيوط ، ودير درنكة بأسيوط، كنيسة الزيتون بالمطرية لتكون البداية لتنظيم رحلات لزيارة الأماكن التى تم تحديدها لمسار العائلة المقدسة هذه ليست ثقافة روحانية تغذي بها معلوماتك وتعزز بها الاقتصاد والعمل علي مخاطبة العالم بزيارة هذه الأمكان والاستفادة من المعلومات ومشاهدتها كما يوجد ابداع في التصميم هو الكنسية المعلقة سميت بالمعلقة لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني (حصن بابليون) ، ذلك الذي كان قد بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، وتعتبر المعلقة هي أقدم الكنائس التي لا تزال باقية في مصر تقع الكنيسة المعلقة في حي مصر القديمة، في منطقة القاهرة القبطية الأثرية الهامة، فهي على مقربة من جامع عمرو بن العاص،ومعبد بن عزرا اليهودي، وكنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون، وكنيسة الشهيد مرقوريوس (أبو سيفين) أصبحت السياحة الروحانية طريق جديد تستمد منه علمك وثقافتك ومعرفتك وتساعد فى التسويق الخارجي لتحسين الاقتصاد
إن السياحة مفهوم أوسع وأشمل مما يظنه الكثيرون.
لقد عانى مجتمعنا كثيرا من المفهوم إما الخاطئ وإما المتحفظ على السياحة إذ ارتبط في أذهان الكثيرين بتلك التصرفات السلبية والتجاوزات التي وسمت النشاط السياحي في الخارج فصارت السياحة وهذه التصرفات متلازمين في أذهان هؤلاء، وهذا ما دعا الهيئة العليا للسياحة إلى أن تركز في الفترة الماضية على تغيير هذا المفهوم وتطوير الوعي بأهمية النشاط السياحي ومفهومه وفوائده وأبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وذلك من خلال أنشطتها الإعلامية والإعلانية والثقافية وأنشطتها الأخرى مثل برنامج الثقافة السياحية المدرسية (ابتسم) وبرنامج التوعية السياحية البيئية (لا تترك أثرا) وغيرها…
إضافة إلى دعمها ورعايتها المهرجانات وتنظيمها بشكل مدروس جعل جميع فئات المجتمع تتقبل هذه الفعاليات بل تتفاعل معها وتطالب بها، ويشعر المجتمع مع الوقت أن النشاط السياحي ليس ترفا وإنما ضرورة أسرية واجتماعية، ونشاط اقتصادي مهم.
نعود إلى ثقافة السياحة لنقول إن السياحة الثقافية لا تتحقق إلا بثقافة السياحة، ولذا فإن محدودية ثقافة السياحة لدينا جعلت السياحة الثقافية من الأنماط المحدودة لدى سياحنا سواء في الداخل أو الخارج، فالقليل منا من يحرص على الاطلاع على ثقافة البلد أو المدينة التي يزورها، ومشاهدة آثارها وموروثها ، وزيارة متاحفها ومكتباتها، فغالبية مجتمعنا لا تجدهم إلا في المجمعات التجارية والحدائق والملاهي والمطاعم. إن السياحة الثقافية تعد من أهم الأنماط السياحية التي يتجاهلها الكثيرون منا رغم أهميتها، فالسياحة ليست استنزافا بقدر ما هي اكتساب للكثير من الخبرات وزيادة في الحصيلة الثقافية والعالمية، عدا الفوائد المتعددة للسياحة العائلية في تعزيز الترابط الأسري والفوائد النفسية والاجتماعية الأخرى.