من دمشق : هنا القاهرة

بقلم / محموددرويش
هكذا كانت الإفتتاحية التاريخية لعبد الهادي بكار في إذاعة دمشق عند إنقطاع بث إذاعة القاهرة بسبب العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 .
في الثالث والعشرين من يونيو أعاد المعلق الكبير «حفيظ دراجي» للأذهان ذكريات الوحدة العربية وهو يعلق على مباراة منتخب بلاده الجزائر أمام كينيا حينما قال :
“نبدأ بتشكيل كينيا المنتخب الضيف لأننا نلعب على أرضنا في القاهرة”
لم أتذكر شيئًا منذ مباراة الجزائر وكينيا في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي أقيمت في مصر سوى تلك العبارة الخالدة التي ما زال صداها يتردد في أذني، وما زال صاحبها يعتبره المصريون بطلًا قوميًا رغم أنه لم يقتل عدوًا واحدًا، ولكن كلماته كانت حرة ومن قلبه
الجميل أن دراجي لم يلفظها منفعلًا أو مصطنعًا، لم يشعر بأنه يقول شيئًا غريبًا ولم يرد أن يكون بطلًا أو أن يكسب ود المصريين. قالها بسلاسة لأنها خرجت من قلبه على لسانه ولأنه يشعر بها حقًا.
ذكرنا حفيظ دراجي المعلق الرياضي والإعلامي والصحفي الجزائري بشيء نبيل قد نسيناه منذ زمن، وهو ليس على ما تظنون القومية العربية وحلم الوطن العربي الجميل، ولكن قول الحق دون تفكير، حرية القول التي تصنع الرجال حتى بعد مماتهم بمئات الأعوام.

زر الذهاب إلى الأعلى