ا.فتحي المصري ..يكتب..شعب طيب وإعلام مريض
فى يوم الاثنين الموافق العشرين من يونيو الماضي ، أى منذ حوالي اربعون يوما تقريباً ونحن نعيش على خبراً مفجع وصادم وحزين ،لم يتعود عليه شعبنا المصرى الطيب
( شاب يذبح طالبة أمام بوابة جامعة المنصورة )
الخبر مؤلم جداً وبشع وغريب عن سلوكيات المصريين تماما ويرفضه الشرع والدين وكافة الديانات السماوية
وبعيداً عن القاتل والمقتول والجاني والضحية ، فهذا الأمر ليس به شئ مهم سوى بشاعة الجريمة وطريقة القتل البشعة
فالقتيلة ليست إحدى امهات المؤمنين ، وليست حافظة للقرآن الكريم ، أو قد صدر لها قرار بتعيينها وزيرة للصحة
ولكن كل الأمر إنها روحاً قد أزهقت غدراً فى وضح النهار
والقاتل وهو الضحية الأخرى ، لايهمني أن أعرف من هو ولماذا قتلها ، فالقاتل ليس إحدى أبطال حرب أكتوبر المجيدة ، وليس إحد أبطال وشهداء سيناء من الشباب الذي يحاربون الإرهاب ، وليس زويل آخر ، وليس محفوظ الاديب ، وليس طه حسين ، وليس جمال عبد الناصر ، وليس وليس وليس.
الجريمة ياسادة نتفق جميعاً أنها بشعة وقمة العنف الذى لايمكن أن نقبله كمجتمع مسلم ، أو يمكن تبريره ولايمكن أن نتخيله
ولا يمكن أن تكون ظاهرة فى مجتمعنا الطيب
ولكن !!!!!!
هناك أمثلة كثيرة لأحداث مرت وتمر كل يوم فى بيوتنا المصرية .
ففى هذا البيت قد سقط شهيدًا
وفي هذا البحر هناك شاباً غريقا
وفى بيوت عديدة هناك حالات طلاق مريرة وأطفال ضحايا
وهناك أمثلة عديدة عندما يتناولها الإعلام والميديا نبكي جميعاً على حال أهلها الذين يتألمون من كبد الحياة وقسوتها
وكأن الحياة أصبحت وردية واصبحنا نعيش فى يسر ورخاء ورغد ولم يعُد لدينا سوى تلك الجريمة
اربعون يوما وليس لدينا فى مصر سوي حادث طالبة المنصورة
وملايين الحوارات واللقاءات عن القتيلة والقاتل وبينهما ملايين من الجنيهات فدية لأهل القتيلة
وعشرات الحوارات والأسئلة عن القاتل !
كيف كان ينام ؟
وكيف كان يفكر ؟
وكيف كان يأكل ؟
وهل وهل وهل …. ؟
يا سادة افيقوا من ثباتكم وكفاكم من تلك القصة التي انتهت فصولها الحزينة ودعونا نفكر بطريقة إيجابية أفضل لنا ولأولادنا
ولكي الله يا مصر .