السحر هو كلمه غامضة اختلف الكثيرون عليه
كتبت/ أية وليد
السحر من أخطر الأمور التى يمكن أن يصاب
بها الفرد فالسحر يتم لأغراض مؤذيه التبديل الحاله إلى الأسوء والأذى من أبغض الأعمال التى يمكن أن يتسبب بها الفردوهو كفر وشرك بالله عز وجل وهو من الكبائر التى نهانا الله عز وجل عنها فى آيات كتابه الكريم ولان موضوع السحر لا يمكن ايجازه فى بضعة سطور سنتناول الحديث عنه تفصيليا من خلال مقالنا التالى
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي
وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه واخرته
وقف الإسلام من السحر موقفا حاسما، فسدّ كل طريق يؤدي إليه، وحرّم تعلمه وتعليمه وممارسته، منعا لضرره، وحسما لمادة الخرافة أن تتسلل إلى عقول المسلمين فتعطلها عن التفكير الصحيح، والتخطيط القائم على قانون الأسباب والمسببات الذي قام عليه نظام الكون .
فالسحر كما أخبر الله عنه طريق للفساد وسبب للضرر بين العباد، وهو عُقَد يؤثر في القلوب والأبدان، فيُمرض ويقتل،
ومن أدلتهم على ذلك قوله تعالى:{ واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون }(البقرة: 102 ) ووجه الدلالة من الآية أن الله أخبر فيها أن للسحر آثاراً محسوسة كالتفريق بين المرء
أنواع السحر وأقسامه :
تتعدد أنواع السحر بتعدد الاستعانات التي يستعين بها الساحر في تحقيق غرضه، فمن السحرة من يزعم الاستعانة بالكواكب، ومنهم من يستعين بالجن، ومنهم من يستعين بالنفخ في العقد، ومنهم من قصارى أمره خفة اليد وسرعة الحركة،
علاج السحر وإبطاله
لعلاج السحر وإبطاله طرق متعددة ذكرها ابن القيم في “الطب النبوي” أحدها: وهو أبلغها استخراجه وإبطاله كما صح أن النبي – صلى الله عليه وسلم -عندما دلّه ربه سبحانه على موضع سحره استخرجه . فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال . فهذا من أبلغ ما يعالج به المسحور، وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وقلعها من الجسد بالاستفراغ .
الثانية: إبطاله بالرقية الشرعية بقراءة آيات من القرآن، روى البيهقي في “الدلائل” عن عائشة رضي الله عنها، في قصة سحر لبيد للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه:فأتاه جبريل بالمعوذتين فقال: يا محمد { قل أعوذ برب الفلق } وحلَّ عقدة { من شر ما خلق } وحلَّ عقدة حتى فرغ منها، ثم قال: { قل أعوذ برب الناس } وحلَّ عقدة حتى فرغ منها وحل العقد كلها .
ومما ذكره أهل العلم من آيات الرقية الشرعية لحل السحر قراءة آية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وآيات السحر التي في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: { وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون }(الأعراف: 117-122).
والآيات التي في سورة يونس: وهي قوله تعالى: { وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون }(يونس: 79-82 ) والآيات التي في سورة طه: وهي قوله تعالى: { قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى }(طه: 65-69).
الثالثة: العلاج باستعمال أدوية مباحة نص عليها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم منها: التصبح كل يوم بسبع تمرات من عجوة المدينة، فعن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ) رواه البخاري . والعجوة: ضرب من أجود تمر المدينة وألينه. والاصطباح: تناول الشيء صباحاً.
الرابعة: العلاج بالحجامة في المحل الذي يصل إليه أذى السحر. قال ابن القيم : ” .. الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر؛ فإن للسحر تأثيراً في الطبيعة وهيجان أخلاطها وتشويش مزاجها، فإذا ظهر أثره في عضو وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جداً “.
الخامس: استعمال ورق السدر مع الرقية: يقول القرطبي في تفسيره: ” روي عن ابن بطال قال: “وفي كتاب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ عليه آية الكرسي ثم يحسو – يشرب – منه ثلاث حسوات – جرعات -، ويغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما به – إن شاء الله تعالى – وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله”.
وقال الشيخ ابن باز : “ومن علاج السحر – بعد وقوعه – أيضاً وهو علاج نافع للرجل إذا حبس عن جماع أهله، أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر ونحوه، ويجعلها في إناء ويصب عليها من الماء ما يكفيه للغسل، ويقرأ فيها – آيات الرقية الآنفة الذكر – وبعد القراءة على الماء يشرب منه، ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء إن شاء الله “. أ.هـ بتصرف من رسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ ابن باز رحمه الله
.
كان ذلك تعريف بالسحر وأنواعه وأضراره ومفاسده، وهي مفاسد جمة، وأضرار عظيمة، تستدعي من الفرد والمجتمع الوقوف ضدها، والتعاطي بفاعلية مع هذه الظاهرة بمعالجة أسبابها، وبيان أضرارها، حيث لم يعد السحر ظاهرة فردية متخفية، وإنما غدا – في كثير من البلاد – ظاهرة تستقطب الكبار من رجال السياسة والأثرياء والجهلة والدهماء، وأصبح الساحر – وهو الكذاب الدجال – شخصية لها وزنها، وكل ذلك يعد انقلابا في القيم، وتغييراً في الحقائق، وانحرافاً في السلوك، ينبغي الوقوف أمامه والتصدي له بالعلم والمعرفة، والبحث في حيل السحرة وكشفها للعامة، وبيان جهلهم ودجلهم، وأكلهم أموال الناس بالباطل، فذلك حري بتنفير الناس عنهم، وانفضاض الجمع من حولهم