لو عادت بنا الأيام
لو عادت بنا الأيام
بقلم : نورهان محمد عامر
لو عادت بنا الأيام لأستفتينا قلوبنا نحن بدلاً من البشر وإتبعنا السعاده منهجاً وحملناها ووهبناها للآخرين، فالسعاده هبة من الله وهدية تكثر إذا تقاسمناها ولا تنقص أبداً لو عادت بنا الأيام لإحتفلنا بالفرح مقيماً لفتحنا له أبواباً مهللين فرحين، لجلسنا حول مائدتنا طويلاً لملأنا ذاكرتنا بالفرح والصور والضحكات والذكريات والتفاصيل الكثيرة التي تجمعنا في الماضي.
لو عادت بنا الأيام لمررنا سريعاً أمام الحزن وإعتبرناه عابر سبيل إكرامه واجب ثم نودعه الي حال سبيله من وإنتهينا منذ البداية، ماذا كان يحدث لو إكتفينا في بدايه تعارفنا ببعض المعلومات القليلة عن بعضنا البعض، ماذا كان يحدث لو قال كل منا سلاماً وصار في حال سبيله ماذا كان يحدث لو ما تشاركنا هوايتنا وذكرياتنا السعيدة والحزينة أيضاً ولم نتشارك كل ما نحب وما نكره أيضاً.
لماذا كل هذا الحب والعشق وكل هذا الإشتياق والحنين لماذا كل هذا العذاب لماذا كل هذا العشق وكل صحبته من آلام وأوجاع وذكريات منها السعيده والحزينه أيضاً، فيهرب العمر من بين أيدينا ولا نستطيع الإمساك به فعيب السنين أنها تصنع الذكريات وعيب الذكريات أنها لا تعيد السنين، صدقو حين قالو بمرور الزمن تتغير ملامحنا كثيراً صحيح أن الزمان مبدع في تغيير ملامحنا لكنه لا يستطيع تغيير معادننا فمن كان معدنه من ذهب لن يصدأ أبداً، ولن يتحول إلى حديد فإن كنا لا نستطيع التعامل مع الأشخاص الذين جرحونا مره أخرى، نتناسي لكننا لا نستطيع التعافي من أثر المواقف الأليمه بسهوله لكننا نتجنب الأشياء والمواقف التي تثير ذاكرتنا من جديد ونرضى بوجود أشخاص في حياتنا إحتراماً للعشرة والذكريات والتفاصيل الكثيره التي تجمعنا في الماضي.
هناك حواجز عتيقه تبني بسبب موقف سئ أو كلمه جارحه تكسر خاطرنا وتكسر قلوبنا وأرواحنا تفاصيل صغيره كما تظهر لهم، لكنها تسبب لنا بالألم والوجع الذي لا تستطيع قلوبنا وأرواحنا غفرانه ونسيانه حواجز تجعلنا نفكر كثيراً، ونتردد أكثر وأكثر بعد أن كنا نتعامل معهم بكل عفويه وتلقائيه كفانا تعذيباً لقلوبنا وأرواحنا، فالحياة قصيرة نحن نعبرها نضحك أحياناً نبكي أحياناً ونحزن أحياناً، نلتقي فيها أحباباً ونودع أحباباً وقد تتجمد مشاعرنا أحيانا كثيرة.
هنالك أوقات كثيره نشعر أنها النهاية ونتفاجئ أنها البداية وهنالك أبواب نشعر أنها مغلقة، ويتضح لنا فيما بعد أنها مدخلاً لهذا وذاك عندما يغلق الله لك أبواباً لا تجزع أبداً، ف والله يريد الله بك خيراً لأنها ليست من نصيبك فربما في غلقها خيراً كثيرا لك و أنت لا تعلم، وثق تماما أن الله رحيم بعباده عليم بهم وأنه سيعوضك بخير منها دوماً وأن الله سيفتح لك باب أمل جديد ينسيك الأول حاول أن تنسي ألمك مهما كان صعبا ومستحيلاً.