” فريق بحثي ” من جامعة الإمارات يُطوّر أداة تحدّ من وفيات الحياة البرية

علاء حمدي

قدّم فريق البحث الدولي التابع لقسم علم الأحياء في كلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة عرضاً تفصيلياً لأداة حفظ الحياة البرية الجديدة التي قام بابتكارها، وذلك ضمن مقال تمّ نشره في مجلة “Conservation Biology” الدولية.

 

وتُسهم هذه الأداة الجديدة التي تحمل إسم “SAMSE”، وتختصر عبارة “النسبة المُستدامة لوفيات التلويث البشري في البيئات العشوائية” في وضع حدود مُستدامة للوفيات التي يُسببها الإنسان في الحياة البرية.

 

post

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور أوليفر مانليك، الأستاذ المُساعد في علم البيئة الجزيئية في كلية العلوم: “أردنا التوصّل إلى أداة نمذجة تُتيح لنا تحديد الحدّ الأقصى لعدد الحيوانات التي يمكن إزالتها من التعداد العامّ للقطاع دون التسبّب في انخفاض عددها، انقراضها أو احتمال انقراضها”.

 

وأضاف: “ترجع الأسباب البارزة لارتفاع مُعدّل وفيات الحياة البرية إلى مجموعة واسعة من الأنشطة البشرية. وهناك بالفعل بعض أدوات النمذجة الجماعية المُتاحة، ومع ذلك كان من المهم بالنسبة لنا ابتكار أداة تُتيح لنا أيضاً دمج العوامل العشوائية، والأحداث التي تحدث بالصدفة وتؤثر على مجموعات الحياة البرية، ولكن غالباً لا يتمّ أخذها بعين الاعتبار في الأساليب التقليدية”.

 

من جانبه قال الأستاذ الدكتور خالد أميري، رئيس قسم الأحياء “لقد اجتاز قسم الأحياء في الجامعة خطوات كبيرة في مجال البحث العلمي مُقارنة بالسنوات السابقة لتاريخ القسم، والتي تمثّلت في جودة الأبحاث المُتميّزة وارتفاع عددها”.

 

وتوجّه الدكتور أميري بالشكر إلى منتسبي قسم علم الأحياء لجهودهم المبذولة ومُساهمتهم الرائدة في الارتقاء بمستوى البحث العلمي، مؤكداً على أن دور رئيس القسم يرتكز علي الرؤية والقيادة بالامثلة كما يجب أن يقوم على السعي الحثيث لتوفير البيئة المُناسبة والمُحفّزة للبحث العلمي بعيداً عن البيروقراطية والرؤية الإدارية الضيّقة والمحدودة.

 

كما لفت الدكتور أميري إلى أهمية وضع أعضاء هيئة التدريس لثقتهم الكاملة في رئيس القسم الذي يُمثّل الدعم اللوجستي والمعنوي في كافة المجالات، مع اليقين الكامل بأنهم اللّبنة الأولى والأساسية المُشاركة في صنع القرار الذي يُسهم في الارتقاء ودعم مسيرة البحث العلمي في الجامعة. مؤكداً على ضرورة الاهتمام بتغيير ثقافة البحث العلمي ودعمها من خلال إجراء البحوث الأساسية ذات الأثر الكبير على المجتمع العلمي.

 

كما حدّد مؤلفوا الدراسة أيضاً حدّاً مُستداماً لوفيات الحياة البرية تحت إسم “SAMSE-limit”، والذي يُشكّل عبارة الحدّ الأقصى لعدد الأفراد الذي يمكن أخذهم من المجموعة دون التسبّب في انخفاض عدد أفرادها في بيئة مُتغيّرة. وقالوا: “أردنا التوصّل إلى أداة نمذجة تسمح لنا بتحديد الحدّ الأقصى لعدد الحيوانات التي يمكن إزالتها من التعداد العامّ للقطيع دون التسبّب في انخفاض عدده أو احتمال انقراضه”.

 

وبحسب الدراسة فإن تأثير العوامل العشوائية في ديناميات القطيع يشمل التغيرات البيئية التي يمكن أن تؤثّر على مُعدّلات المواليد والوفيات، والاستقرار والانخفاض في عدد أفرادها. حيث قال البروفيسور بيل شيروين، الأستاذ الفخري في جامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا: “غالباً ما يتمّ تجاهل مثل هذه الأحداث غير المُتوقّعة عند تقييم الوفيات التي يتسبّب بها الإنسان في الحياة البرية. غير أن دراستنا تُظهر أنها ضرورية للحفاظ على الحياة والحيوانات البرية”.

وفي دراسة حالة للدلافين ذات الأنف الزجاجي المُتأثّرة بالصيد العرض في مصايد الأسماك في بيلبارا غرب أستراليا حيث تمّ تطبيق “SAMSE”، أظهرت النتيجة أن “SAMSE-limit” كان أقلّ بكثير من مُعدّلات الصيد العرضي الحالية للدلافين في تلك المنطقة. وقد صرّح الدكتور سيمون ألين من جامعة بريستول، الذي كان يدرس تأثير الصيد العرضي لمصايد الأسماك على أعداد الدلافين ذات الأنف الزجاجي لسنوات بالقول: “تُظهر النتائج أن المستويات الحالية للصيد العرض لمصايد الأسماك ليست مُستدامة، لا سيما عندما نُفكّر في فرصة بروز الأحداث العشوائية”.

 

واختتم الدكتور مانليك المؤلف الرئيسي للدراسة تصريحه بالقول: “بالتعاون مع البروفيسور بوب لاسي من مبادرة مجموعة أدوات حفظ الأنواع في الولايات المتحدة، نعمل على إنشاء تطبيق يجعل “SAMSE” سهل الوصول للباحثين ومديري الحياة البرية في جميع أنحاء العالم لتعم الفائدة على الجميع”.

زر الذهاب إلى الأعلى