واشنطن تغادر أفغانستان التى تبحث عن السلام.
ايمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني حدد بايدن إنسحاب قواته من أفغانستان بحلول الحادى عشر من سبتمبر القادم. ذلك فى الذكرى السنوية العشرون لهجمات 2001 التى دفعت أمريكا خوض أكبر حرب فى تاريخها. كان الموعد السابق شهر مايو القادم. بذلك يعد هذا الموعد متأخراً أربعة أشهر عن إتفاق الدوحة. إن الإنسحاب الأمريكى سيتم دون شروط مسبقة. إن الفراغ الذى سيحدثه هذا الإنسحاب قد يكون مأساة للقوات الأمنية الأفغانستانية لعدم قدرتها مواجهة منظمة طالبان. لاضمان لمستقبل أفغاستان. وقد يصبح ذلك عودة للتنظيمات المتطرفة الى أفغانستان.
بعد الإنسحاب.. تهديد القاعدة ومستقبل أفغانستان يشغلان إدارة بايدن. وسط تساؤلات عن مستقبل أفغانستان بعد إنسحاب القوات الأمريكية يؤكد كبار المسئولين الأمريكيين أن واشنطن قادرة على منع تجدد نشاط القاعدة فى أفغانستان مع الإشارة الى أنه لا يمكن تقديم أى ضمانات بشأن مستقبل البلاد.
القوات الأمريكية ستنسحب من أفغانستان بحلول 11 أيلول/سبتمبر فكيف سيكون مستقبل أفغانستان بعد الإنسحاب؟. صرّح وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الأحد (18 نيسان/أبريل) أن بلاده لديها الإمكانيات لمنع وقوع هجوم إرهابى من الأراضى الأفغانية على الرغم من قرار الرئيس جو بايدن سحب كلّ القوات الأمريكية بحلول 11 أيلول/سبتمبر. وقال بلينكن لمحطة أى بى سى الأمريكية: ستكون لدينا الوسائل لمعرفة إن (…) تجدد ظهور التهديد الإرهابى من أفغانستان. سنتمكن من رؤيته فى الحين وإتخاذ الإجراءات اللآزمة وأضاف: سنضمن أن نكون محميين من التجدد المحتمل لنشاط القاعدة فى أفغانستان.
ودافع وزير الخارجية الأميركى عن القرار الذى أعلنه الأربعاء الرئيس الأمريكى بسحب جميع القوات من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر. وكانت أفغانستان عند وقوع الإعتداءات تحتضن تنظيم القاعدة الذى إستعمل أراضيها لمهاجمة الولايات المتحدة التى ردّت بتدخّل عسكرى مع حلفاء لها.
ويعتبر مسئولون فى إدارة بايدن أن التهديد الإرهابى ماثل فى أماكن عديدة وليس متركزاً فى أفغانستان. ويذكّر هؤلاء بالتزام طالبان بعدم السماح بأنشطة معادية للولايات المتحدة فى أفغانستان.
وأعلن جو بايدن الأربعاء الماضى أن الولايات المتحدة ستضع حداً لأطول حروبها. وقال فى خطاب من البيت الأبيض إن الوقت قد حان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.
بالنسبة لأنتونى بلينكن يجب على الولايات المتحدة إعادة توجيه تحركاتها والتأقلم مع تغيّر التهديدات فى العالم. وقال فى هذا الصدد: يعتقد الرئيس أنه يتعين علينا النظر الى العالم اليوم من منظور العام 2021 وليس العام 2001 وأضاف: لقد تحول التهديد الإرهابى الى أماكن أخرى. لدينا ملفات أخرى مهمة للغاية على جدول أعمالنا بما فى ذلك علاقتنا مع الصين التى تمتد من تغيّر المناخ الى كوفيد. نحتاج الى تركيز طاقتنا ومواردنا على ذلك.
وفى وقت سابق من يوم الأحد، قال مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض جيك سوليفان إنه لا يمكن لأحد أن يقدم ضمانات بشأن مستقبل أفغانستان بعد سحب القوات الأمريكية حتى مع تأكيده أن الولايات المتحدة ستظل تركز على التهديدات الإرهابية التى تنشأ من هذا البلد. وسُئل سوليفان فى برنامج فوكس نيوز صنداى اليوم عن خطر تكرار ما حدث فى العراق حيث إستولى مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على أراض بعد إنسحاب القوات الأمريكية فى عام 2011.
وقد أدى ذلك الى قرار الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بإعادة القوات الى العراق. وقال سوليفان إن بايدن لا ينوى إعادة القوات الأمريكية الى أفغانستان مضيفاً: لا يمكننى تقديم أى ضمانات بشأن ما سيحدث داخل هذا البلد. لا أحد يستطيع ذلك.
وتابع قائلاً: كل ما يمكن للولايات المتحدة أن تفعله هو تزويد قوات الأمن الأفغانية والحكومة الأفغانية والشعب الأفغانى بالموارد والقدرات وتدريب قواتهم وتوفير العتاد لها وتقديم المساعدة لحكومتهم. لقد فعلنا ذلك والآن حان الوقت لعودة القوات الأمريكية الى الوطن ونهوض الشعب الأفغانى للدفاع عن وطنه. وأضاف سوليفان: لدينا القدرة… لمواصلة قمع التهديد الإرهابى فى أفغانستان.