السلام النفسي
السلام النفسي
بقلم : نورهان محمد عامر
أحياناً ننسى من نفرح معهم ويفرحون معنا لكن إثنان يستحيل نسيانهم، من حزن وتألم لأجلنا ومن حزنا وتألمنا لأجله وأحياناً كثيرة نحتاج للعزله ليس لأننا نحب الوحدة ولكننا نريد أن نغيب قليلا من ذاكرة الحياة، لنفكر في أنفسنا أحياناً وذكرياتنا أخطاؤنا ماضينا حاضرنا وكذلك مستقبلنا نفكر في الدنيا والناس، فالعزله ليست سيئة كما نظن ونتصور إنما هي عودة للذات أحياناً لترتيب الأفكار وإتخاذ القرارات، فهي نوع من أنواع السلام النفسي والروحي والجسدي فقط لنكون بخير.
جميعنا يعاني ولا أحد يهتم فهونوا الحياة على بعضكم لعلنا نحيا بسلام عش حياتك وإبحث عما يسعدك فنحن نعيش مره واحده فقط، فالأيام لا تعود والعمر يمضي بسرعه إصنع لنفسك يوماً جميلا ولا تنتظر جمال يومك من أحد، لا أحد يتألم مكان أحد فكن سعيدا فالحياة قصيرة نحن نعبرها نضحك أحياناً نبكي أحياناً ونحزن أحياناً، نلتقي فيها أحباباً ونودع أحباباً وقد تتجمد مشاعرنا أحياناً كثيرة وهنالك أوقات كثيره نشعر أنها النهايه ونتفاجأ أنها البداية، وهنالك أبواب نشعر أنها مغلقه ويتضح لنا فيما بعد أنها مدخلاً لهذا وذاك عندما يغلق الله لك أبواباً لا تجزع أبداً، ف والله يريد الله بك خيراً لأنها ليست من نصيبك فربما في غلقها خيراً كثيرا لك وأنت لا تعلم
ثق تماما أن الله رحيم بعباده عليم بهم وأنه سيعوضك بخير منها دوماً وأن الله سيفتح لك باب أمل جديد ينسيك الأول، حاول أن تنسي ألمك مهما كان صعباً ومستحيلا إبتعد حين لا يكون المكان بمقاسك ولا يسعك، إبتعد ولا تترددد فليس كل إبتعاد تخل أو غدر هناك إبتعاد للراحة والعزله بعيداً عن الضغوط النفسيه والعصبية، وهناك إبتعاد لأننا كبرنا ونضجنا وفهمنا حال الدنيا والناس وأدركنا متى نقترب ومتى نبتعد ومتى لا نلتفت أبداً، جميعنا يحتاج ذاك الشخص الذي يخبره ويقول له بكل عفويه ووضوح أنا لست بخير بعيداً عن التصنع والإدعاء، ذاك الشخص الذي نضع ثقل صراعتنا عل كتفه أمانه نبثه ضجيج الحرب التي عاثت فينا فساداً، نخبره بالجراح التي لم تشفي بعد وبالثقوب التي لم تندمل والذكريات التي لم تكن في مستوى آمالك وطموحك يوماً.
قل وداعاً لكل من أبحرت معه وكسر مجدافك قل وداعاً لكل من خذلك وكسرك ولم يقدر طيبتك وحبك الكبير، أنت تحتاج سنداً ومتكأً حقيقي لتسند عليه لتكون مرغوب فيك دائماً وأبداً تحتاج لتكون أنت كما أنت، إطمئن سيأتي يوماً ما شخص ما في مكان ما يحبك لأنك أنت كما أنت بجنونك ببساطتك بتفاهتك أيضاً ومزاجك المتقلب وشحوبك أحياناً وبكائك على أشياء لا تستحق البكاء لروحك الخفيفه لفشلك قبل نجاحك، شخص يفهم صمتك قبل كلامك يشعر بك من صوتك من تنهيدتك من همساتك يشعر بآلامك وأحزانك يتغاضي عن أخطائك وزلاتك وكأنه يقوووول لك أحبك بكل أخطائك وعيوبك أحبك كما أنت بكل مالك وما عليك.
سيأتي يوماً وما أجمل أن يقتحم حياتك شخص ما في مكان ما يحبك لأنك أنت كما أنت، مازلت أؤمن أنه لا توجد أسباب تافهة للبكاء وليس كل بكاء يعني الحزن فقد تعاني من الضغوط النفسيه والعصبية فتجد نفسك تبكي رغما عنك بلا مناسبة أو سبب واضح، لكنك تبكي أحياناً كثيره تبكي بتذكرك شخص ما رحل عنك وعن حياتك فجأة وبرحيله رحلت معه روحك وكسر خاطرك ووجع قلبك أو صدفة عابرة جعلتك تبكي من شدة إشتياقك لشخص ما لم يعد بإمكانك معانقته أو على الأقل إخباره أنك إشتقت إليه، شعور صعب جداً الفقدان لأشخاص كانو لنا حياة فتشعر أنك تريد الإبتعاد عن من يحبونك ويكرهونك أيضاً.
نشعر أننا نريد الإبتعاد عن من يرهقننا ويوجعننا فنبتعد ونختار سلامنا النفسي والروحي والجسدي أيضاً، فنغير ترتيب أفكارنا وأولوياتنا ونعيد ترتيب مكانة الأشخاص في قلوبنا وأحياناً نترك لأفعالهم تتولى ذلك المجد العظيم لنا، مازلت أؤمن أن بعض العلاقات الإنسانية مثل المنازل بعدها يحتاج للإصلاح وبعضها يحتاج للترميم وكثير منها يحتاج للهدم، مازلت أؤمن أن الإنسان لا يموت دفعه واحده إنما يموت بطريقة الأجزاء كلما فقد صديقاً مات جزء وكلما فقد حبيبا مات جزء وكلما فقد حلما مات جزء وكلما فقد خذل من أشخاص كان له فيهم ثقه وإطمئنان مات جزء، ليأتي الموت الأكبر ليحمل كل الأجزاء دفعة واحده، مازلت أؤمن أن بعض اللحظات عمر كامل الذي يحتل القلوب المواقف وليس الزمن.
تحيه طيبه من القلب لكل يد تمسكت بنا وقت الضعف والشحوب والإنهزامات والإنكسارات وما الحب إلا لمن إختارنا وسط الزحام من شد على أيدينا وقال أنا معكم وجانبكم، تحيه لكل من قاسمني أحزاني وآمن بي دوماً لكل من رسم الإبتسامة على وجهي رغم حزني الشديد ودعي لي دعوة عن ظهر غيب لكن هون عليا حزني وقاسمني أوجاعي قبل أفراحي فالحياة كالطبيعة مواسم، ولابد من ربيع بعد الخريف وشتاء يعقبه صيف ولابد من أمطار وعواصف ورياح وحر شديد وأعاصير وأهوال حتى يقبل الربيع يوماً ليبشرنا ويخبرنا بأن حديقتنا الخاليه من الأزهار سوف تزهر يوماً من جديد، وأن العصافير التي هاجرت عشنا سوف تعود فرحتها مع كل ربيع قادم وأننا نستطيع أن نبني فوق الأنقاض قصور وفوق الصحراء واحات جميله، علمتني الحياة دروس غاليه أن الشمس مهما غابت فلابد أن تعود وأن الخريف مهما حمل للأشجار أحزاننا سوف تعود فرحتها مع كل ربيع قادم هكذا هي الحياة بكل مشقاتها وتقلباتها وهذا هو القدر والنصيب ونحن معه حين نولد وحين نحب وحين نموت.