الوصية التاسعة من الوصايا القرآنية العشر الوفاء بالعهد الإلهي
د.عمرو حلمي
أعزائي القراء لقد تناولنا في المقالات السابقة مفهوم الوصايا العشر إجمالا , وأهميتها , والوصية الأولى وكانت عن : عدم الوقوع في الشرك عن طريق اتخاذ آلهة وأولياء مع الله تعالى , والوصية الثانية وكانت عن : الإحسان للوالدين. والوصية الثالثة وموضوعها عن : النهى عن قتل الأولاد بسبب الوقوع في الفقر , وكانت الوصية الرابعة عن : النهي عن الاقتراب من العلاقات الجنسية المحرمة سواء كانت علنية أو سرية. والوصية الخامسة وكانت عن : النهي عن قتل النفس التي لم تقع في ارتكاب جريمة قتل. وكانت الوصية السادسة عن : النهى عن أكل مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن كأن تكون في مقابل رعايته واستثمار ماله. وأما الوصية السابعة فكانت عن : توفية الكيل والميزان بالقسط والعدل. وأما الوصية الثامنة فكانت عن العدل في القول.
وفي هذا المقال نستكمل الحديث مع الوصية التاسعة وموضوعها عن : الوفاء بالعهد الإلهي أى أداء فرائضه.
فالوفاء من الصدق والعدل ، وذلك أنَّ الوفاء صدق اللسان والفعل معًا.
ولقد جعل الله تعالى الوفاء بالعهد من الإيمان ، ولذلك عظَّم الله تعالى أمره فقال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ} [النحل91].
كما وصف الله تعالى الذين يوفون بالعهد في كتابه بأفضل الصفات وأحسنها قال تعالى : {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة 177] ،
كما أن الوفاء بالعهد من أسباب محبة الله تعالى لعبادة قال تعالى : {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران76].
هذا والوصية التاسعة والأخيرة في هذه الآية فهي قوله تعالى: {وَبِعَهْدِ الله أَوْفُواْ} أي : كونوا أوفياء مع الله في كل ما عهد إليكم به من العبادات والمعاملات وغيرها.
إذ الوفاء أصل من الأصول التي يتحقق بها الخير والصلاح ، وتستقر عليها أمور الناس.
وقوله : {وَبِعَهْدِ الله أَوْفُواْ} يفيد الحصر لتقديم المعمول، وفى هذا إشعار بأن هناك عهوداً غير جديرة بأن تنسب إلى الله، وهى العهود القائمة على الظلم أو الباطل ، أو الفساد ، فمثل هذه العهود غير جديرة بالاحترام ، ويجب العمل على التخلص منها.
ثم ختمت الآية بقوله تعالى : {ذلكم وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي : ذلكم المتلو عليكم في هذه الآية من الأوامر والنواهي وصاكم الله به في كتابه رجاء أن تتذكروا وتعتبروا وتعملوا بما أمرتم به وتجتنبوا ما نهيتم عنه أو رجاء أن يذكِّر بعضكم بعضا فإن التناصح واجب بين المسلمين.
هذا وسنتعرف على الوصية العاشرة من الوصايا العشر , وموضوعها عن اتباع القرآن الكريم وحده باعتباره الطرق المستقيم للهداية. وذلك في المقال القادم إن شاء الله.