منير محمد يكنب … الضحك ودوره في تقوية الجهاز المناعي:

 

على الرغم من الفوائد الهائلة للضحك، إلا أنَّنا غالباً ما نشعر بالتعب الشديد والتوتر لدرجة أنَّنا ننسى روعته، حتى إنَّ كثيراً منَّا لم يعد يضحك بعد أن أصبح بالغاً كما في السابق، بغضِّ النظر عن كم تستفيد أجسادنا وأذهاننا وأرواحنا من ذلك.

للضحك فوائد صحية أكثر ممَّا كنَّا نعتقد، على سبيل المثال: يمكن أن يساعد على تخفيف الألم وزيادة السعادة وحتى تقوية المناعة؛ إذ يخفض الضحك من مستويات هرمونات التوتر مثل هرمونات الكورتيزول والأدرينالين، بينما يرفع من مستوى الهرمونات التي تحسن الصحة مثل هرمون الإندورفين، ويزيد من عدد الخلايا المنتجة للأجسام المضادة التي تكوِّن جهاز مناعتنا، ويعزز فاعلية الخلايا التائية؛ وهذا يقوِّي نظام مناعتنا ويقلل تأثيرات التوتر في جسدنا، مثل الإرهاق والاكتئاب والأرق وزيادة الوزن.

يؤدي هرمون الدوبامين دوراً هاماً في تنظيم مراكز المكافأة والمتعة في الدماغ، ويمكن أن يؤدي الضحك والتمرينات الرياضية وأشعة الشمس وبعض الأطعمة إلى زيادة إفرازه.

يتكون مركز المكافأة من مناطق الدماغ التي تتأثر بكل النشاطات الممتعة، مثل التنزه مع الأصدقاء أو الحصول على مكافأة كبيرة في العمل، لكن عندما تكون مستويات الدوبامين منخفضة، تفقد حماستك للحياة وتبدأ بمواجهة صعوبة كبيرة في إنجاز المهام؛ لأنَّ هذا الناقل العصبي بالغ الأهمية للتحفيز وتوليد الاهتمام وامتلاك الدافع لتحقيق الأهداف.

post

نحن لا نعدُّ الضحك عادة هاماً للعافية؛ لكنَّ الباحثين وجدوا أدلة على ذلك، على سبيل المثال: وجد علماء النفس أنَّ المزاح والاستمتاع باللحظة، فضلاً عن المشاركة في شيء لا فائدة منه ولكنَّه ممتع، مثل الاستمتاع بصحبة الأصدقاء، أمر ضروري للتخفيف من التوتر وتكوين علاقات صحية والشعور بالعافية.

يزيد الضحك أيضاً من تأثيرات حمض الغاما-أمينوبيوتيريك في الدماغ، هو ناقل عصبي يخفف شعور الناس بالقلق والخوف والتوتر، كما يحجب إشارات معيَّنة في الدماغ تساهم في الشعور بالقلق؛ لذا يمكن أن يخلق إحساساً بالهدوء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى