محمد ريحان …يكتب فى((همس الكلمات)) عن (ذكرى مذبحة مدرسة /بحر البقر)

الدماء لا تزال تنزف فوق ثوب الطفولة الأبيض!!!!!!!

 الثامن من إبريل ذكرى حزينة لا تزال عالقة فى ذاكرة هذا الوطن وأذهان أبنائه كأسوء ذكرى مرت عليهم انخلعت فيها قلوبهم ،والتاعت فيها افئدتهم،وارتجفت بمشاهدها عيونهم وذلك حينما استيقظوا فى صبيحة يوم أسود غابت فيه شمسه على أصوات قصف مبعثه غارات للعدو الإسرائيلى الغاشم على مدرسة ابتدائية فى منطقة بحر البقر بمحافظة الشرقية فى مارس 1970م مما أدى إلى استشهاد تلاميذ المدرسة جميعهم ولم ينج احد .
كان منظر جثث الأطفال الصغار من تلاميذ وتلميذات المدرسة وهى مدفونة تحت الأنقاض ودخان عظامهم المحترقة التى تخنق الأنفاس يتصاعد مسببا الاختناق-كان هذا المنظر عنيفا على النفس التى لعنت هذا العدو الشرس الغاشم وصممت على ضرورة الأخذ بالثأر لهؤلاء الصغار الأبرياء الذين اغتالتهم يد أشرار العصر بقلب بارد دون شفقة او رحمة،أو عذاب من ضمير او لوم من نفس ،ذهب هؤلاء الأبرياء ضحية صراع بين الحق والباطل صراع بين مصر الحضارة وهؤلاء اللقطاء الذين كانوا يريدون-كما جاء فى اعترافات قائدة طائرة الموت و التى ألقت القنابل على المدرسة(ايمى حاييم)وقت وقوعها فى الأسر أبان حرب أكتوبر 1973م-كانوا يريدون كسر الروح المعنوية،وإثارة الرعب داخل المجتمع.
إن حادثة مذبحة مدرسةبحر البقر لم تكن الوحيدة فى سجل جرائم هذا العدو الغاشم بل كانت حلقة فى سلسلة جرائم ممتدة ضد اهداف داخل العمق المصرى خلال ما يعرف بحرب الاستنزاف امتدت لتشمل قصف مصنعى أبى زعبل ونجع حمادى ،ولكن ذلك لم يؤثر فى عزيمة المصريين الذين قرروا الثأر لضحاياهم من المدنيين والاطفال الأبرياء وخاصة ارواح الاطفال من تلاميذ وتلميذات مدرسة بحر البقر الإبتدائية والتى سالت دماؤهم على اطراف ثوب طفولتهم الأبيض معلنة اللعنة على قاتليهم الجبناء .(خالص تحياتى محمد ربحان كاتب وسينارست)

زر الذهاب إلى الأعلى