مضاعفات الحمل عند السيدات
شهر زاد
بالإضافة إلى حالات الوفيّات التي قد تحدث أثناء الحمل والولادة، يمكن أن يُحدث الحمل العديدَ من المشكلات الصحيّة غير المميتة، وتشتمل هذه المشكلات على النواسير الولاديّة والحمل الهاجر أو المنتبذ (الحمل خارج الرحم) والولادة المبكرة والسكريّ الحمليّ والقيء المفرط الحمليّ وفقر الدم وحالات من ارتفاع ضغط الدم كما في مقدمات الارتعاج. عالمياً، تتسبَّب العديد من مضاعفات الحمل بوفيّات أمهات بشكل كبيرة، حيث يوجد ما يُقدر بنحو 9.5 مليون حالة من أمراض مرتبطة بالحمل و1.4 مليون حالة قريبة من الوفاة (أي حالات نجت من مضاعفات مهددة للحياة). قد تكون مضاعفات الحمل بدنيّة أو عقليّة أو اقتصاديّة أو اجتماعية. يُقدر بأن ما يُقارب 10 إلى 20 مليون امرأة ستعاني من إعاقة بدنيّة أو عقليّة كل عام بسبب مضاعفات الحمل أو الرعاية غير الكافية.ونتيجةً لذلك، وضعت الوكالات الدوليّة معايير للرعاية بالنساء أثناء الحمل والولادة وبعدها.يُعتبر ناسور الولادة من الحالات القريبة من الوفاة، إذ ما تزال النواسير الولاديّة بما في ذلك النواسير المثانيّة المهبليّة والمستقيميّة المهبليّة أحد أكثر الحالات الخطرة فيما يتعلّق بمضاعفات الحمل والولادة، وعلى الرغم من كون الجراحة التصحيحيّة ممكنة، إلا أنه غالباً ما تكون غير متوفرة. وحتّى لو عُولج الناسور، ستتطلب حالات الحمل التالية لإصلاحه إجراء عملية ولادة قيصريّة. تُعتبر النواسير الولاديّة غير شائعة في البلدان المتقدّمة، ويُقدّر أن حوالي 100.000 حالة تحدث سنوياً حول العالم، وأن حوالي مليوني امرأة تعيش حالياً بهذه الحالة، كما وتحصد أفريقيا وبعض أجزاء آسيا معدل الوقوع الأعلى من الحالات. تحدث نواسير الولادة نتيجة الحمل المستعصي لمدة طويلة دون إجراء تداخل، إذ يضغط الجنين على قناة الولادة ويؤدي هذا الضغط إلى خفض الإمدادات الدمويّة للأنسجة المحيطة، ويحدث في نهاية المطاف موت الجنين وتنخّر الأنسجة. ويتطوّر نتيجة أذية الأعضاء الحوضيّة ناسور بين المثانة والمهبل أو بين المستقيم والمهبل يسمح بمرور البول أو البراز (على الترتيب) أو كليهما والتصريف عبر المهبل مترافقاً مع سلس بوليّ أو برازيّ وتضيّق مهبل وتلف أعصاب وعقم. قد يتبع ما سبق العديد من التبعات العقليّة والاجتماعيّة. ومن أسباب إعاقة الوصول إلى الرعاية الملائمة صغر السن وسوء التغذية. وقد اعتبر صندوق الأمم المتحدة للسكان الوقايةَ من ناسور الولادة أولويَّةً، كما يقود حملة القضاء على الناسور التي تصدر باستمرار تقاير سنويّة فيما يتعلَّق بالأمر.كما وقد حدَّدت الأمم المتحدة 23 مايو من كل عام يوماً عالمياً للقضاء على ناسور الولادة. تتضمن الوقاية من حالات نواسير الولادة عدم التشجيع على حمل المراهقات وزيجات الأطفال والعمل على تأمين التغذية الملائمة وتأمين الوصول إلى الرعاية الصحيّة الملائمة تحت إشراف كوادر متمرّسة بما في ذلك حالات إجراء عمليات الولادة القيصريّة.