إقرأ

مقال بقلم وفاء عرفه – الأسكندريه

القراءة فن لا يقل فى أهميته عن مختلف أنواع الفنون فى الأدب، حين تقرأ تسبح بأفكارك بين السطور لتكتشف ما بين العبارات، ثم تبدأ رحلة الغوص فى عمق عقل الكاتب، تخترق أفكاره فكرة تلو الأخرى و مع الإسترسال فى القراءة، تجد نفسك توحدت مع فكر الكاتب و نشأ بينكما حواراً خفياً حول موضوع الكتابة، و بإختلاف ثقافة القارئ يبدأ يستوعب الموضوع تبعاً لقدرته علي فهم الرسالة الموجهة من الكاتب، و هنا يتضح جلياً مدى تأثير الكاتب على القارئ و نجاحه فى توصيل المضمون لعقل القارئ، بسهولة سرد الموضوع و إنتقاء مفردات واضحة و بسيطة لكنها تفى بغرض عرض المحتوى المستهدف، الجدير بالذكر هنا أن الهدف الحقيقي من القراءة هو إعمال العقل، لابد أن تقرأ و تفكر فيما تقرأ جيداً و تبحر بأفكارك مع ما تتلقى من سطور، عليك أن تستنتج ما وراء فكر الكاتب و لا تكتفى بالقراءة العابرة، إن أعظم الأفكار تلك التى تستخلصها بعقلك و فكرك، من بين كلمات و جمل سطرتها أنامل الكاتب، بحرفة و عمق و عليك أيضاً أن تنقح ما تقرأ بفهمك و لا تخضع عقلك لما تستقبله، إن القراءة أخذ و عطاء بين الكاتب و القارئ، كلاهما يتبادلان أفكارهما للوصول إلي تكوين فكر و ثقافة.

تستطيع و أنت قابع في أرجاء منزلك أن تسافر إلى أى مكان من خلال كتاب، تزور بلد ما و تتعرف على معالمها و ثقافتها و شعبها، تتعلم الكثير من خلال القراءة و تجول بصمت في عقل الكاتب و تخترق أفكاره، تتعدد و تتنوع مجالات معرفتك من خلال القراءة، تسافر إلي الماضي في رحلات لتاريخ وحضارات الأمم، كما تتعرف علي زعماء و عظماء في كل المجالات، تجوب أنحاء العالم من خلال رحلة في كتاب، تهرب من محيط يزعجك مع رواية أو تقرأ الشعر و تهيم بخيالك في دروب بعيدة، تستعيد بعدها نقاء روحك و سلامة نفسك، تدرس في شتي مجالات العلوم الإنسانية و تزداد معرفة في التعامل مع النفس البشرية، هذا على سبيل المثال و ليس الحصر.

إن القراءة تتيح لنا معرفة العديد من الثقافات و العلوم و الفروع المختلفة فى كل المجالات، القراءة تزيدك فكراً و عمقاً و تثقلك بخبرات الآخرين.

إقرأ و لا تكتفى أبداً تلك هى طاقة النور فى عتمة كل الأزمنة..

post
زر الذهاب إلى الأعلى