لقاء مع د. مازن غوكه حول أهمية التواجد الرقمي للشركات الحديثة
لقاء مع د. مازن غوكه حول أهمية التواجد الرقمي للشركات الحديثة
أصبحت الشبكات الإجتماعية بتنوعها واختلاقاتها وحتى تشابهها، جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية الشخصية وحتى المهنية، إذا أنها أصبحت على أوائل قائمة العمل عند الشروع بأي خطة لمشروع جديد أو حتى بناء شركة.
ولهذا لقاؤنا اليوم مع خبير التسويق الالكتروني والشبكات الإجتماعية في السويد، الدكتور مازن غوكه، ليوضح لنا مجموعة من الاستفسارات التي تراودنا دوماً عند رغبتنا بفتح مشروع جديد، أي الشبكات أفضل وكيف نسوق لأنفسها بالشكل الأمثل.
لما هو أصلا مهم التواجد الرقمي للشركات الحديثة على الشبكات الإجتماعية؟
لأسباب عديدة. وجود أكثر من 3 مليار شخص حول العالم شهرياً يستخدمون منصات التواصل الإجتماعي، يعني سهولة للتواصل مع العملاء بأي مكان في العالم، بالإضافة لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، وكذلك تعزيز العملاء المحتملين وبالتالي زيادة المبيعات.
إن بناء علاقة قوية مع العملاء بشكل يومي من خلال معلومات عامة حول اختصاص عملك، وحول منتجاتك والأهمية التي تحققها هذه المنتجات أو الخدمات لعملائك، وتكرار هذا الاهتمام والتواصل اليومي، يحول هذا التواصل لثقة، وبالتالي يخطوا المتابعين خطوة نحو الشراء وهذا ما نهدف له من التواجد الرقمي للشركات.
ترى ما هي الشبكة الأمثل والأكثر فاعلية لمؤسسي الأعمال الناشئين ليبدوؤوا بها ولماذا ؟
الإجابة عن هذا السؤال سيكون وجهة نظر شخصية، ولهذا سأعزف عن الإجابة عليه من وجهة نظر شخصية.
لولا أهمية كل شبكة نعرفها اليوم لما استمرت، واستمرارها يعني فاعليتها وتواجدها وبالتالي كل شبكة مهمة للفئة العمرية التي يتم استهدافها بالإضافة لنوعية المحتوى الذي تقدمه هذه الشبكة.
كل شركة لها طبيعة عمل مختلفة، تستوجب استراتيجية خاصة تسمح لها باختيار الشبكة المناسبة لجمهورها، وهذا يعتمد على التحليل للمنافسين ودراسة الجمهور المستهدف.
لا أنصح أن يقوم أي شخص بتقييم شبكة بشكل شخصي، التقييم دوماً يتم من خلال تحليل الجمهور وأماكن تواجده بشكل أكبر.
لذا نستطيع الإجابة باختصار أن الشبكة الأمثل والأكثر فاعلية هي التي يتواجد فيها جمهورك المستهدف.
ما هي الأسس التي يتم بناء خطة للاستراتيجية التسويقية على الشبكات الإجتماعية ؟
سؤال مهم، لنبسط العبارة أولاً، الخطة الاستراتيجية التسويقية تعني أن نحدد أهداف نشاطنا التسويقي وجدولة الخطوات التي تساعدنا للوصول لهذه الأهداف.
ولنكون متفقين لا يوجد طريقة واحدة لبناء هذه الخطة، ولكن يجب أن نكون واضحين بشأن السبب الذي نرغب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتحديد ما نريد تحقيقه والتركيز على الخطة.
فإذن التخطيط هو بوصلة تحقيق الأهداف.
بناء الاستراتيجية التسويقية هو عبارة عن إجابة عن مجموعة من الأسئلة بشكل دقيق وليس اعتباطي أو بناء على خبرة سابقة، كما سبق وأسلفنا، كل يوم جديد تختلف فيه الاحصاءات، وكل منطقة وكل مشروع لا يشابه أي مشروع آخر، لذا حاول أن تحصل على إجابات دقيقة من البداية لتحقق النتائج بأسرع وقت ممكن. الأسئلة التي يمكن أن نبني خطتنا التسويقية على أساسها هي:
1- ما غرض تواجدي على مواقع التواصل الاجتماعي، عن ما أبحث فعلاً ؟
أمثلة :
– استعراض منتجاتي.
– الوصول لعملاء حول العالم
– تحقيق شهرة للعلامة التجارية الخاصة بي.
– توفير منصة أونلاين للتواصل مع العملاء.
– بيع منتجاتي أونلاين.
– إمكانية إعادة استهداف العملاء المهتمين بمنتجاتي.
– أخرى
2- من هو جمهوري المستهدف وما احتياجاته ؟
أمثلة :
– من هي الفئة العمرية التي تبحث عنها.
– الجنس
– الاهتمامات : عبارة مهمة جدا، عليك أن تعرف ما هي اهتمامات عملائك لتتمكن من استغلال على هذه النقطة لجذب اهتماماتهم.
– ما الذي يحتاجون له بالضبط.
– مشاكل عملائك التي ستحلها منتجاتك.
– أماكن تواجدهم الجغرافي.
– أكثر الشبكات الاجتماعية التي يستخدمونها (يمكن عمل استبيان رقمي أو ورقي إن كانوا عملاء محليين) أو البحث عبر محركات البحث عن دراسات حديثة توضح ذلك.
3- التخطيط للمحتوى الإبداعي الذي سيتم نشره في حسابات الشبكات الاجتماعية وكيف يمكن للمحتوى من تحسين حياة عملائك ؟
بعد أن عرفنا الجمهور المستهدف واهتماماته، أصبح بالإمكان الآن البدء بالتخطيط للمحتوى وهو ما نمسيه عادة بالـ Media Plan، خطة يتم وضعها بشكل يومي أو أسبوعي، توضح ما نوعية المنشورات التي سيتم إضافتها لجذب العملاء وإضفاء الشعور أن حياتهم ستتغير أو ستتحسن باستخدام هذه المنتجات أو الخدمات، بشرط أن يكون المحتوى إبداعي، وليس محتوى ممل مثخم بالمعلومات الطويلة. اختر كلمات بسيطة واضحة وقريبة من جهورك، وابحث عن تصاميم ملفتة، وركز بشكل كبير على محتوى الفيديو كونه الأكثر جذباً على الإطلاق.
4- دراسة المنافسين وتحليل طرقهم في تلبية احتياجات العملاء.
وهو ما نسميه بعملية الـAudit حيث نقوم بالبحث عن أهم المنافسين، ودراسة حساباتهم على الشبكات الإجتماعية، وما يقدمونه لعملائهم هناك، وكيف يتواصلون معهم، وحجم التفاعل على منشوراتهم وكل ما يمكن معرفته ويساعدني كصاحب مشروع على أن أتفوق عليهم، ويمكن أن يكون هذا التحليل جزء مهم ومساعد لمعرفة أماكن تواجد العملاء المستهدفين الخاصين بي بشكل أكبر. أي من تجربة منافسيك يمكنك أن تبدأ من حيث انتهوا.
5- حلل ثم حلل ثم حلل :
معظم الشبكات الاجتماعية تملك منصة خاصة ومجانية للتحليل، تظهر لك تفاصيل حول منشوراتك ونوعية المتابعين لديك، واهتماماتهم وأعمارهم والجنس والبلد الذي يتواجدون به، وتوضح لك أي المنشورات الأكثر تفاعلاً وبالتالي التركيز على نوعية مشابهه من المحتوى.
التحليل يعطيك أفكار جديدة ويفتح لك أفقاً وطرقاً للإبداع أكثر.
هل وجود موقع الكتروني ضروري أم حسابات السوشيال ميديا كافية :
دوماً ما أُسأل هذا السؤال حقيقة، والإجابة عليه تتطلب وضع أنفسنا بدلاً من العميل، ما الذي قد يولد للعميل ثقة بك وخصوصاً للشركات الناشئة التي لا تاريخ سابق لها. لو كنتُ عميل وأرغب بشراء منتج من حساب ما على الشبكات الإجتماعية فسأقوم بالبحث عنه في محركات البحث لأضمن أنه ليس منتج أو حساب وهمي.
عدم وجود نتائج تحقق الراحة لي ستجعلني كعميل أتراجع عن الشراء، ولكن وجود موقع الكتروني عادة ما يريح العملاء ويعتبرونه مكاناً رسمياً للعمل كما هو المكتب في التسويق التقليدي.
لذا إن كان هناك إمكانية تحقيق هذا الترابط بين الموقع الالكتروني وحسابات الشبكات الاجتماعية، فهو أمر يفضل دوماً، وخصوصاً بظل التطور الرقمي وسهولة تنفيذ المواقع الالكترونية في عصرنا هذا.
ولكن للإجابة بشكل واضح، مشاريع كثيرة نجحت دون أن يكون لها موقع الكتروني وبالتالي، نعم جزء كبير من المشاريع يمكن الاكتفاء كمرحلة أولى بحسابات الشبكات الإجتماعية دون الحاجة لتنفيذ موقع الكتروني.
شكراً لخبير التسويق الالكتروني والشبكات الإجتماعية د.مازن غوكه على المعلومات القيمة التي قدمها لنا، على أمل أن نلتقي مجدداً حول مواضيع تخص التسويق الالكتروني والشبكات الإجتماعية.
الموقع الالكتروني للدكتور مازن غوكه : www.mazen.in