د.أحمد حسان يكتب..هل تعلم اذا ما كانت ستختفى وظيفتك بالسنوات القادمة ام لا؟

دائما ما نتطلع جميعا الى المستقبل ونرسم صوره منذ نعومة اظافرنا ونتسائل كثيرا عن المجال الذى نفضل العمل به وكيف يمكننا ان نتأهل ونعد انفسنا له.

 

ولكن هل فكرت يوما عن ما اذا كان حلمك ان تعمل بوظيفة ما يمكنه ان ينتهى الى لاشئ؟

نعم اقصد أنه فى النهاية يمكن أن تختفى تلك الوظيفة وحتى المجال بأكمله.

 

post

دعنى اولا وسريعا اوضح لك أن الدراسات اكدت أنه بحلول عام 2025 هناك 85 مليون وظيفة نمطية ستختفي وتودع العالم، ليحل محلها ٩٧ مليون وظيفة مستقبلية جديدة يتجه إليها العالم تحل فيها الآلة محل الانسان، أبرزها وظائف محلل بيانات ومبرمج ومُصنع الروبوت، فيما تختفي معظم الوظائف النمطية والإدارية.

 

ليس هذا فقط ولكن ايضا توجد بعض الوظائف المهددة بالاختفاء بعد 3 سنوات فقط، أبرزها السائقين والمحاسبين والمترجمين وتوصيل الطلبات (الدليفرى) وكل الوظائف الروتينية النمطية وبعض التخصصات الطبية والهندسية حيث ستكون الوظائف مختلفة تماما ومتغيرة كثيراً.

 

وبطبيعة الحال ستتغير النظم التعليمية والتأهيلية من المواد التدريسية بما سيلائم المتطلبات والقدرات الجديدة التى سيحتاجها الانسان لشغل الوظائف الجديدة فببساطة سيقوم الطلاب بدراسة مواد لا نعرفها الان ليتولون وظائف لا نعرفها الان ايضا.

 

ولكن ما هى اسباب ذلك؟

 

ان التطور التكنولوجى وصناعة الروبوت وما يسمى بالذكاء الاصطناعى جاء ليمر بثلاث مراحل بدأتها لتكون معاونه للانسان كنوع من الرفاهية كمرحلة اولى، ثم تطورت اكثر على مدار السنوات لتحل محل الانسان ببعض المهام لتوفير الوقت والجهد والمال وبعدها وخلال مرحلة انتقالية جائت جائعة لتنتقل للمرحلة الثالثة وهى معركة يتحول بها الروبوت والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعى الى عدوا يحارب من اجل البقاء ليكون بديلا كاملا عن الانسان لما يتميز به من ذكاء وقوة ومعرفة وسرعة ايضا.

 

لقد تغير نمط الحياة ولو تأملت قليلا ستجدنا ببداية المرحلة الثالثة بالفعل والتى ستتطور سريعا بشكل صادم يهدد مستقبل الكثير ممن لم يستعد لمواجهتها.

 

يجب عدم اغفال وجود بعض العناصر والظروف المحيطة يمكنها ان تعجل من تلك الظاهرة وهذا التغير الجذرى ومنها على سبيل المثال جائحة كورونا التى عجلت كثيرا باستخدام الأشخاص للتكنولوجيا سريعاً والتواصل عن بعد والتعليم من المنزل ليبدأ قطاع كبير تغيير نمط حياته، على الرغم من انه كان صعبا قبل كورونا.

 

أنه من الضرورى ان نغير نحن ايضا من نمط تفكيرنا ليواكب انماط الحياة الجديدة ونعى مدى اهمية تعليم الأجيال علوم الروبوت والذكاء الاصطناعي كى نضمن لهم الأمان المستقبلى ليكونو قادرين على شغل الوظائف التكنولوجيه ويكونو قادرين على مواجهة ذلك العدو والتحكم به. وحتى يستطيعوا ان يكونو مطورين ومصدرين لهذه التكنولوجيا وليسوا مستخدمين ومستوردين لها فقط

زر الذهاب إلى الأعلى