سياسة ترامب جَعَلت مصائب قوم عند قوم مصائب فرُفضت سياسته وبورزت بسيوف الخوارج

مقالة لزهر دخان
قديماً قال المُتنبي في شِعرهِ (بِذا قَضَتِ الأَيّامُ مابَينَ أَهلِها***
مَصائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائِدُ) وحديثاً قالت الخارجية الصينية (إن بكين تؤمن بأن عودة الولايات المتحدة إلى الإتفاق النووي الإيراني “هي الطريق الصحيحة الوحيدة للخروج من المأزق.”) وهُنا يَبرز دَور المُتنبي في تأديب العرب أدباً عالمياً، وتلقينهم دُروسا مُربحة للطبقة السياسية العربية . وبناء على ما تشبعنا به من عُلوم سِياسية يَجدر بنا أن نفهم المكيدة التي يَشرعُ الصَين في تطويرها فتنفيذها في آن واحد ،وفي آوان آن للعالم أن ينتبه فيه مرة أخرى للقادم من ووهان .وغيرها من مدن بلد يقطنه أكثر من سدس النسمة الساكنة للعالم.
بكين تسعى لجر الأمركيين ممثلين في إدارة بايدن والهندية كمالا . وهذا الجَرُ ليس من أجل الإنقاذ والخلاص من مستنقع السنوات الترامبية الأربعة . وهو جَر واضح نحو عَدم النجاة وإلى التهلكة مرة أخرى ، وبحسبة دقيقة يُمكن لآمريكا التي باتت تعرف أن الصين يَكرهها ويُهاجمها سراً وعلانية . بحِسبة دقيقة يُمكن للآمريكي أن يَفهم أن بكين قالت له إبقى في الإتفاق النووي كي تنتج فرصة للصدام المحلي ، والصدام الوطني المحلي في أمريكا يشهد على إمكانية حدوثه بسهولة يوم أمريكا الأغبر، الموافق للسادس من يناير 2021م . وهذا اليوم حسب مُخطط بكين التخريبي سيكون مُكرراً بكثافة، إذا لم تنتبه شيخوخة بايدن لشباب المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الصينية،هوا تشون يينغ .التي ينطبق عليها إسم نعت أطلقهُ ترامب على أمثالها يوم لفظ عبارة الفيروس الصيني.
هذا الفيروس الصيني هوا سمع سؤالا في مؤتمر صحفي اليوم الخميس ، عندما طُلب منها التعليق على التقارير ذات الصلة بشأن الملف النووي الإيراني. فما إستحى وما خجل وباشر دعوة بايدن للإنقلاب على ترامب.وبالتالي الترامبيين أي ال72 مليون ناخب بما فيهم الشُجعان القادرون على إقتحام الكابيتول . وجاءت إجابة الفيروس هجومية . فدعت بخبث جميع الأطراف إلى العمل لتنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها في إجتماع وزراء الخارجية في دِيسمبر الماضي . وهي تعرف أن بلادها قلبا وقالبا وقبلة. لا يخدمها ما تسعى لإنجاحه ولا ينصرها الدفع من أجل “عودة غير مشروطة للولايات المتحدة إلى الإتفاق في أقرب وقت ممكن” وكان كلامها من أجل الربح من المصائب الأمريكية .. وهي تعلم جيداً أن إضعاف إيران هو الحل ،وليس رفع جميع العقوبات المفروضة عليها . بل إن الحل هو ضرب إيران بقنبلة نووية تجعلها تعرف طعم النووي ورائحة الكيماوي
وواصلت الدبلوماسية الصينية الكلام بما كانت تقوله الدبلوماسيات قبل 21 سنة أو أكثر، عندما كان العالم يتوقع المجاعات والحروب المدمرة والأوبئة التي ستفتك بالبشر وإلخ من المصائب ، التي نتعايش معها الأن ويلزمنا دبلوماسية أخرى للخلاص منها. أو على الأقل لجعلها مصائب قوم عند قوم مَصائب . والصين مثلا نجحت في تطوير كلام المتنبي وألحقت بكل العالم الضرر من مصيبتها كورونا . وكذلك فعل ترامب فرفضت حلوله وبورزت سياسته بسيوف فرسان خوارج عن البشرية الدمقراطية الأمريكية. وإذا أراد بايدن أن يدير مصائب أمريكا كفوائد صينية .. فما عليه إلا الإنتباه إلى رغبة الفيروس هوا عندما تقول ( أن الصين تدعو جميع الأطراف إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس، والإمتناع عن الإجراءات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات، وإفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية.)
وتريد بكين مجددا أن تكون هي الرقم واحد عالميا من حيث القيمة الشرطية البولسية العسكرية للدول من بوابة الإقتصاد. ويعرف عن أمريكا أنها الرائدة في هذا المجال بسياسات عدة منها سياسة العصى والجزرة . ويعرف أيضا أن العصى غـُلِضَتْ جيدا وضرب بها الصين وجها وقفى ،فما إستحى وما هانت عليه الشيوعية . وتجاهل عُقوبات واشنطن المسلطة ضده ونهيها له عن مواصلة السعي لإحتلال مراتب واشنطن عالميا .
وفي أخر مساعيها للإنقلاب على واشنطن دوليا تريد بكين دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران في معالجة قضايا الضمانات من خلال الحوار والتشاور . وهذا طبعا نسفا لمجهود أمريكا الدفاعي المُقلص من فوائد الأعداء جراء مصائب القطر الأمريكي . وبكين إذ ترفض أن تكشفها أمريكا وتفضحها “تأمل في أن تلعب جميع الأطراف المعنية دورا بناءً في هذا الصدد”.
أعجبني

تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى