هكذا تجلت مظاهر المواطنة في أسمى معانيها

د.عمرو حلمي

كلنا مصريون مصابنا واحد , فالمصريون أقباط ومسلمون عاشوا معا منذ ما يقرب من ١٥٠٠عاماً , وكافحوا معا من أجل بناء الدولة الوطنية والاستقلال من الاحتلال الأجنبي.

 

وبذلك صار لهم أول دستور عام ١٩٢٣م ينص على المساواة بين المصريين أمام القانون والتمتع بالحقوق السياسية والمدنية دون تمييز بسبب الأصل أو اللغة أو الدين , فالناس سواسية كأسنان المشط.

 

post

والجدير بالذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم , هو أول من أرسى قواعد المواطنة في التاريخ الإنساني تجلى ذلك واضحاً في وثيقة المدينة يوم الهجرة حيث تضمنت هذه الوثيقة تحرير أول عقد اجتماعي بين المسلمين واليهود , ينص على حرية الاعتقاد وعدم التمييز بين الناس على أساس العرق أو الدين أو اللغة أو الجنس , والكل مسئول عن حماية الوطن ضد أي خطر يستهدفه في الداخل أو الخارج.

 

كما يعتبر الفاتح عمرو بن العاص رضي الله عنه هو أول هو أول من أرسى قواعد دستور المواطنة في التاريخ المصري تجلى ذلك واضحاً , عند فتح مصر المحروسة وتخليص أهلها من بطش الروم وظلمهم , حيث كفل لجميع المصريين مسلمين وأقباط كافة الحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية دون تفرقة بينهم.

 

هذا وبالأمس القريب كان حادث كنيسة أبو سيفين بإمبابة , والذي أظهر روح الأخوة والتسامح بين الأقباط والمسلمين, فالناس تعرف وقت المحن والشدائد.

 

تجلي ذلك واضحاً في دور القيادة السياسية رئيساً وحكومة في تفقدهم لموقع الحادث وتقديم اللازم للضحايا والعناية بأسرهم وبالمصابين.

 

كما أعرب الأزهر الشريف جامعًا وجامعة ، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور / أحمد الطيب – شيخ الأزهر الشريف ، وفضيلة الدكتور سلامة داود – رئيس الجامعة؛ عن خالص التعازي والمواساة إلى قداسة البابا / تواضروس الثاني – بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، وجميع الإخوة المسيحيين والمصريين كافة في ضحايا حريق كنيسة أبو سيفين في إمبابة بمحافظة الجيزة.

 

ويؤكد فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر وعلماءه وشيوخه يقفون جميعًا إلى جانب إخوتهم في هذا الحادث الأليم، ويتقدمون بخالص العزاء إلى أسر الضحايا، داعيا الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يمُنَّ على المصابين بالشفاء العاجل، معربًا عن استعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم إلى جانب مؤسسات الدولة للمصابين وجاهزية مستشفيات الأزهر لاستقبال المصابين مع تقديم الدعم النفسي لهم.

 

كما رأينا كذلك دور الأزهر الشريف متمثلا في شيخه فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب حفظه الله , والذي قام بتوجيه القائمين على الإدارة العامة للحسابات الخاصة بالأزهر بسرعة التنسيق مع الجمعيات الأهلية لصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات المتوفين في حريق كنيسة أبو سيفين في إمبابة بمحافظة الجيزة.

 

كما وجه فضيلته بفتح أبواب مستشفيات جامعة الأزهر بالقاهرة أمام مصابي الحادث الأليم ؛ لتقديم كل أوجه الدعم جنبًا إلى جنب مع مستشفيات مؤسسات الدولة، فضلا عن تقديم الدعم النفسي اللازم.

 

كما قام الدكتور محمد الضويني – وكيل الأزهر بزيارة الأشقاء من مصابي كنيسة الجيزة الذين يتلقون العلاج بمستشفى العجوزة؛ للاطمئنان على سلامتهم ومؤازرة ذويهم.

يرافقه الدكتور / نظير عياد – الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ، والدكتور محمود صديق – نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على قطاع المستشفيات الجامعية ، والدكتور محمد فكري خضر – نائب رئيس الجامعة لفرع البنات ، ووفد من قيادات الأزهر.

 

كما عبَّر وكيل الأزهر للمصابين عن حزنه الشديد لما أصابهم ، ناقلًا لهم دعوات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور / أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لهم بالشفاء العاجل، والعودة إلى منازلهم سالمين معافين، مؤكدًا أن هذا الحادث الأليم أحزن المصريين جميعًا.

 

كما تقدم وكيل الأزهر بخالص العزاء والمواساة إلى قداسة البابا / تواضروس الثاني – بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، وجميع الإخوة المسيحيين والمصريين كافة في ضحايا هذا الحادث الأليم ، مؤكدًا أنه من واجبنا كجزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الواحد مسلمين ومسيحيين ، أن نُقدّم المواساة ونكون مع إخواننا وشركائنا في الوطن ؛ لنكون بجوارهم جنبًا إلى جنب في هذه الظروف.

 

جاء ذلك بحضور فضيلة الشيخ أيمن عبد الغني – وكيل قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور / سمير أبو الخير – رئيس منطقة الجيزة الأزهرية.

 

كما قام كل من معالي الأستاذ الدكتور / محمد مختار جمعة – وزير الأوقاف , ومعالي الأستاذ الدكتور / شوقي علام – مفتي الديار المصرية بتقديم واجب العزاء والمواساة إلى قداسة البابا / تواضروس الثاني – بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، والإخوة المسيحيين وجموع الشعب المصري كافة في ضحايا هذا الحادث الأليم.

 

فهكذا تجلت مظاهر المواطنة في أسمى معانيها

زر الذهاب إلى الأعلى