كيفية التعامل مع ابنك المراهق

مرفت العربى

أنت المعلمة التي تترك التأثير الأكبر على ابنك، سواء شئت ذلك أم أبيت، كما أن أفعالك تعلِّمه دروسه الأولى عن الشخصية. سيراقب ليرى كيف تعاملين الآخرين، وكيف تتصرفين في الأماكن العامة وما هي الأشياء المهمة بالنسبة إليك.

إنّ الأطفال حادو الملاحظة للغاية لاسيما عندما يتعلق الأمر بخبث الراشدين. إنّ أفعالك أبلغ من كلماتك وتعلّمه أكثر منها؛ سيفترض ابنك أنك إذا فعلت الشيء فيمكنه هو أن يفعله. عيشي قناعاتك بصدق فهذه افضل طريقة لتعلِّمي ابنك مهما بدا ذلك صعباً.

قد تخشين أن يؤدي اعترافك بأخطائك أو ظهورك أمام ابنك كشخص غير كامل إلى إلحاق الضرر بعلاقتك به. في الحقيقة، عندما تستطيعين الاعتراف بأخطائك وبفشلك، فسيتمكن ابنك (مع الوقت والممارسة) من أن يحذو حذوك. إن الطريقة الوحيدة لتعلِّمي ابنك هي أن تكوني المثال أمامه.

التشجيع مقابل الثناء في سبيل تقوية شخصية الصبي

post

نجد الثناء في كل مكان. يُقال للأهل إن ثمة «100 طريقة للثناء على أولادهم»؛ يدفعون دولاراً للولد مقابل كل علامة ممتاز يحصلون عليها في المدرسة. يصفق الأهل لكل رسم يرسمه الولد وكأنه أفضل رسم رأوه يوماً. يمنح المعلمون الصور اللاصقة والأقلام للسلوك الحسن وتظهر رسوم الوجه المبتسم على الفروض المنزلية المقبولة.

يثني الراشدون على الأطفال لأسباب وجيهة: فهم يريدون أن يشجعوا السلوك الحسن ويعتقدون أن الثناء سيبني احترام الذات. لكن الثناء ولسوء الحظ اشبه بالوجبات السريعة: لا بأس بالقليل منه، لكن الإفراط يمكن أن يضر بالصحة ويدمرها.

مخاطر الثناء

يثنى على الطفل عادة عندما ينجح في مهمة ما أو يتصرف بحسب تطلعات الراشد. لكن ما الذي يحصل للطفل الذي يبذل قصارى جهده من دون أن يصل إلى النجاح المطلوب؟ وما الذي يحصل عندما يبدأ الطفل بالشعور بأنه يحتاج إلى الثناء كي يحس بقيمته؟

على أثر حادث إطلاق النار المأساوي في ثانوية كولومبين، سعى عدد من الباحثين لمعرفة الأسباب التي قد تدفع بالشبان إلى حمل السلاح إلى المدرسة وإطلاق النار على رفاقهم واساتذتهم. هل يفتقرون إلى احترام الذات؟ أو هل يبالغون في تقدير أنفسهم (ما يسمى أحياناً بالغطرسة)؟ أظهرت دراسة أجرتها جمعية أميركية تعنى بعلم النفس في العام 1998 أن الأطفال الذين ينهال عليهم الثناء باستمرار يبدأون بالاعتماد عليه كي يشعروا بقيمتهم الذاتية. يحتاج هؤلاء الأطفال لأن يثيروا الاعجاب وعندما يقابلون شخصاً لا يحبهم أو لا يُعجب بهم، فمن المرجّح بحسب الباحثين أن يصبحوا عدائيين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى