سلوى النجار..تكتب..ولاتكن من الغافلين

( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ( 205 ) إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ( 206 ) الأعراف. يقول ابن كثير في تفسيره:

والمراد الحض على كثرة الذكر من العباد بالغدو والآصال ، لئلا يكونوا من الغافلين ; ولهذا مدح الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، فقال : ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته [ ويسبحونه وله يسجدون ]

 

FB IMG 1656748008144

والغفلة :هي غيبة الشّيء عن بال الإنسان، وعدم تذكّره له. والغفلة التي نريد الحديث عنها، والتحذير منها: هي الغفلة عن عبادة الله ولقائه سبحانه.

post

وخاصة في هذه الأيام المباركات ،عشر ذي الحجة خير أيام وليالي الدنيا كلها.

قال الله تعالى:

﴿ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾

الأنبياء: 1

والغفلة عن الشيء: نسيانه، وإهماله، والإعراض عنه.. • وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴿٢٨ الكهف﴾

وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ﴿٣٩ مريم﴾ وما تسلط العدو من الأنس والجن على المسلم والبلاد والعباد إلا بسبب الغفلة، وفيها نسيان الذكر والتكاسل عنه والركون إلى غيرها ،الكسل ،والانشغال قرين الشيطان يزينه لصاحبه ليفوت عليه الخير الكثير والمنح الربانية العظيمة،وإن لم يكن في الغفلةإلا منع قبول الدعاء ،وقسوة القلب ،وضعف الإيمان ،والحرمان من الحياة الحقيقية ،ثم الحسرة يوم القيامة .والخسران العظيم في الآخرة … أقول: إن لم يكن في الغفلة إلا الركون وضعف الهمة وقلة التحصيل ،وعدم اجابة الدعاء بسبب العوارض ،والملهيات ،ومتع الدنيا والتزود منهاوالتي تشغله في العاجل والآجل، لكان على العاقل أن يتباعد بنفسه عن أسبابها وموجباتها، وأن يقبل على العلاج، إقبال المريض على دوائه، فيحرص على طلب العلم ودوام الذكر و الدعاء، ومتابعة الفرائض بالنوافل، واجتناب المعاصي والذنوب، ومصاحبة الصالحين والتفكر في أسماء الله وصفاته، وآلائه ونعمه، ومجاهدة النفس، والحرص على الوقت، وكل ذلك متأكد في هذه الأيام والليالي العشر المباركات كتدريب على تعظيم الحرمات في هذا الموسم، الذي تضاعف فيه الأعمال، وتنزل فيه الرحمات والعطيات شهر التكبير ،فالله أكبر الله اكبر ولله الحمد والثمرة التقوى والعطايا الكثيرات،بالتكبير والتهليل والحمد ،. والاستغفار ،يالها من مواسم مباركة فيها العطايا والمنح العظام.

وها نحن في الفرصة لمجاهدة النفس في ترك كل مظاهر الغفلة ،والتقرب الى الله بالطاعات ،والأعمال المباركات ،في الشهر الحرام ،الذي حُرم فيه القتال، وحُبب فيه ودُعي آلى السلام والسلم والامان إضافة الى الثواب العظيم والفضل الكبير الذي يفوز به المؤمن في الدنيا والآخرة .قال تعالى: 3- {أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ

زر الذهاب إلى الأعلى