السن المجزئ في الأضحية
ا.د / عطية لاشين أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
هل يشترط في بهيمة الأنعام أيا كانت غنما كانت أو بقرا ، أو إبلا أن تبلغ سنا معينة أو لا يشترط؟
الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :(لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم على ما رزقهم من بهيمة الأنعام).
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله روت عنه كتب السنة “إذا دخل العشر وأراد أحدكم ان يضحي فلا يأخذ من شعره وبشرته شيئا”.
وبعد :
فقد اتفق أهل العلم رحمهم الله على أن الشرع قد ورد بتحديد سن في الأضحية لا يجوز ذبحها لأقل منه ، ومن ذبح دون هذه السن كانت أضحيته غير مجزئة شرعا.
دل على ما سبق ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فا ذبحوا جذعة من الضأن”.
والجذع من الضأن ما أتم ستة أشهر عند الحنفية والحنابلة وهذا هو الراجح.
والمسنة من المعز : ما أتم سنة عند الحنفية ، والمالكية ، والحنابلة وهذا هو الراجح.
والمسنة من البقر : ما أتم سنتين عند الحنفية والشافعية والحنابلة وهذا هو الراجح.
والمسنة من الإبل : ما أتم خمس سنين عند الحنفية والشافعية ، والحنابلة وهذا هو الراجح.
قال الكاساني في “بدائع الصنائع” : وتقدير هذه الأسنان بما قلنا لمنع النقصان لا لمنع الزيادة
ومعنى هذا النص التراثي أنه لا يجوز ذبح ما دون السن المحددة شرعا ، ويجوز ذبح ما زاد على ذلك.
رأينا في مسالة السن
عقد الإمام ابن القيم في كتابه القيم “إعلام الموقعين” باب في تغير الفتوى بتغير الأزمان والأماكن والأشخاص والأحوال ومسألتنا محل هذه الفتوى من هذا القبيل إذ أن أهل العلم مختلفون في الغرض من تحديد سن الأضحية هل ذلك من باب التعبد والتوقيف بحيث لا يجوز مخالفته ولا يفيد فيه إلا الاتباع ، أم أن هذا التحديد لسن الأضحية معلل ومن ثم فيجوز مخالفته ورأينا المتواضع أن هذا التحديد معلل بعلة وهي وفرة اللحم عند هذه السن وقبلها لا يكون اللحم موفورا وبما أن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدما فيكون القول بالجواز بالذبح دون هذه السن إذا كان اللحم عند الذبح غزيرا وبما أن الإمكانات التقنية عملت على استسراع إنبات اللحم ووفرته وغزاته وأن لم تصل بهيمة الأنعام ألى السن المحددة شرعا عن طريق اتباع نظام غذائي معين يساعد على ذلك ومن ثم أرى جواز الذبح وإن لم تصل البهيمة في عمرها الزمني إلى ما حدده الشرع الحكيم بل على العكس لو انتظر بالأضحية إلى بلوغها السن المحددة شرعا لربما نفقت أي ماتت من كثرة شحمها ولحمها فنكون قد تسببنا في إضاعة الما المنهي عنه شرعا.
