أثر المعادن الثقيلة على إصابة الأطفال باضطراب التوحد أعده للنشر

د. عمرو حلمي

انطلاقاً واهتماماً بجانب التربية الإيجابية في حياتنا المعاصرة داخل الأسرة والمجتمع , وبالأخص في مجال التربية الخاصة.
كان هذا الحوار مع : د. هالة فهيم عمارة – مسئول قسم التربية الخاصة والصحة النفسية بمستشفي الهلال الأحمر المصري , والتي تطلعنا على : أثر المعادن الثقيلة على إصابة الأطفال باضطراب التوحد

بداية تبين د. هالة فهيم للسادة القراء مفهوم اضطراب طيف التوحد (ASD)بأنه : اضطراب عصبي نمطي شائع , أي أن هذه الحالة الشاذة تخلق مشكلة رئيسية في الدماغ النامي ، وتتسبب في تأخير أو تحريف أنماط مهارات الطفل النمائية ، مثل : المهارات الحركية أو اللغوية أو مهارات التعلم أو المهارات الاجتماعية.
فالطفل المصاب باضطراب التوحد يدخل ضمن الفئة المصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، وصعوبات التعلم ، وغير ذلك من الاضطرابات التطورية.

وقالت : إن اضطراب التوحد يعد من أكثر الاضطرابات إثارة للجدل , خاصة معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة باضطراب التوحد. ولقد اجتهد العلماء في محاولة معرفة أسباب التوحد ولكن دون أساس علمي , كما ربط البعض حدوث هذا الاضطراب ببعض اللقاحات.

كما أكدت على أنه : ثبت علمياً عدم صحة هذه الادعاءات , مشيرة إلى أن المعهد القومي للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية قدم دراسات قد أشارت إلي أن العوامل المسببة لحدوث هذا الاضطراب
هي المعادن الثقيلة.
حيث أشارت هذه الدراسات إلى أن أسنان الأطفال المصابين بالتوحد تحوي كميات عالية من معدن الرصاص السام.
كما تحوي كميات أقل من المطلوب من المعادن المهمة , مثل : الزنك مقارنة بالأطفال الطبيعيين. وبناء عليه استنتج الباحثون من هذه الحقائق أن التعرض للمعادن في المراحل المبكرة من الحياة وإمكانية الجسم في التعامل معها قد يكون لهما أثر في الإصابة باضطراب التوحد.

post

وتابعت : لقد قام العلماء القائمين على هذا البحث باستخدام الليزر لوضع خرائط لحلقات النمو التي تتشكل في براعم الأسنان في الشهور الأخيرة للحمل , والشهور الأولى بعد الولادة. ثم في المراحل اللاحقة من التطور لتحديد نمو التقاط المعادن عند الجنين ثم الطفل.

وأضافت : أن الباحثين لاحظوا وجود مستويات عالية من الرصاص عند الأطفال المصابين بالتوحد خلال جميع مراحل التطور وخصوصا في الأشهر الأولى من عمر الطفل.

كما لاحظ الباحثون نقصا في إمكانية الجسم لالتقاط المعادن الهامة مثل : الزنك عند هؤلاء الأطفال. وهذه الأمور تؤذي الدماغ وتؤثر على تطوره.

وختاماً : تقول د. هالة : يعتقد العلماء بناء على هذه الدراسات أن التوحد يبدأ في مرحله مبكرة جداً من عمر الطفل بل ربما يبدأ قبل ولادته.
وهذا يعني أن البيئة لها دور رئيسي في حدوث اضطراب التوحد. وأن ما تتعرض له الأم من عوامل بيئية سامة له تأثير واضح في حدوث هذا الاضطراب.

زر الذهاب إلى الأعلى